نعم لثورة الجماهير الشعبية، فهى المُعبـر الحقيقي لمفهوم الثورة وهي منطلق الشرعية في التغييـر والبديل الوطني القادر على العطاء والتكيف مع متغيرات العصر علمياً وثقافيا وسياسياً، نعم الحضور الشعبي الثائر والفعل الثوري هو البديل لكل ما هو تقليدي رجعي وحـزبي مستهلك كالنظام المتهالك الموسوم بالفساد والفوضى وترسيخ ثقــافة الولاء للحاكم والمعــارضة المجربة المتسولـة للسلطـة على أبوب القصور الملكية والأميريـة تـارة بإسم الثورة وأخـرى بأسم السياسة العـرجاء التي يتكئ عليها الحـزبيون القداماء ممن يختزلون التغيير بالفـرد والحرية بالوصول والوطن بالسلطة وعليه نقول ومن منطلق المشاهدة وقراءة الواقع المتجلي حراكه السياسي بالتناوب على الفوضى اللا خلاقة والتقارب بتجذير الفساد ومشهده الثوري المترنح على كتفي مواصلة المسار والتسليم
بأنصاف الحلول..
نقول لن يدون التاريخ على الإطلاق في صفحات الحرية والمجد فعل ثورة وهبت لشعب من قبل أعدائه التاريخيين كهبـة وإشفاق وإنمـا الثورة تنتزع انتـزاعاً كحق وطني مقدس يُضحى في سبيل انتزاعه بأغلى ما يملكه الإنسان واستحقاق تُقدس من أجله التضحيات..
 وهنا فقط يكون للُثورة فعلها الإيجابي وحضـورها الجماهيري الوطني والشعبي من التغيير كل التغيير وصولاً إلى المدنية وليس الحـزبي المتخذ منها مطية للوصول ووسيلة مبررة لغايات ذاتية ومصالح شخصية وآنيـة.. ولتصحيح مسـار ثـورتنا نقول نعم.. لمواصلة المسار الثوري، نعم لثـورة شباب التغييـر المستقل عن الشباب التـابع للمتبــوعين لأحزاب المعارضة المراهنـة على تقاسم السلطة والفساد.. لن ولم يتقدم في مسار الثورة شباب ريمـوتي يساوم على موقف الحزب ويراهن على الفعل الإقليمي، فليغــادر هـؤلائ اللا ثوريون الإقصائيون الساحات إلى مقرات أحــزابهم المتمحــورة في تسول أنصاف الحـلول وليدعُ للفعل الثوري مساره المستقيم كي يكون التغييـر شاملاً وجذرياً وسلمياً تغييــراً، يتقبل فيه عاقل الحـارة أن صفته اجتماعية وليست حزبية، تغييـر يسلم فيه شيخ القبيلة بالدولة المدنية وسيادة القانون على الجميع في ظل مواطنة متساوية لا فوقية فيها ولا عنتـرية عنكبوتية، تغييـر يعتـرف فيه الجندي والضابط بالولاء للوطن ويعمل على أساس المهام الدستورية الموكل بها لحماية المواطن وصون كرامته والدفاع عن السيادة الوطنية لا عسكرة حزبية وولاءات شخصية للأسرة والشيخ والقبيلة الحاكم وفخامة القاتل للحرية.. تغييــر يلامس الواقع على الميدان قولاً وعملاً وإنتـاجاً.. تغيير إنموذجي فعلي يعيد الحقوق لأصحابها والمنهوبات المادية والمعنوية إلى أهلها والديمقراطية إلى مفهومها والشرعية إلى نصابها الثوري والوحدة الوطنية إلى مسارها القدسي واستحقاقاتها الوطنية المقدس، تغييـر ثوري يجتث كل ما هو فوضوي سلبي متخلف استهلاكي، تغيير يتوارى خلف فعله الحقيقي كل الإنتهازيين والقابضين على المناصب بأصبع من ولاء لأسيادهم، تغييــر يعالج الوضع المتردي في المستوى المعيشي للمواطن، تغيير يوفر للمواطن الأمن ممن يحمون الأمن ويسهرون لحماية مصالح المتنفذين، تغيير ينتشل الوطن من الإرتهــان الأقليمي المقيت ويضع الحلول الموضوعية والممنهجة لإنقاذ وضعه الإقتصادي والأمنـي ويبلسم جراحاته المثخنة نتاج التمحور الشخصي والحزبي للساسة المحنطين.. فلتكن الثورة إيماناً بقدسية الأهداف وقداسة المبادئ والتغييــر فعلياً وواقعياً..
عاشت الثورة اليمنية الشبابية بكل أطيافها الوطنية حـراكياً سلمياً وحدوياً وشباباً مدنياً تغييـــرياً.. الثــورة منطلق للحـرية والتغييـر وليست معتــركاً على السلطـة.. ثـورة شباب مستقل ووطن يماني أمن مستقر.. مزدهـــر.
* شيفيلد المملكة المتحدة