وصلتني رسالة عبر الايميل من أحد الشباب المهمشين - الأخدام في اليمن- وقد أعجبتُ كثيراً بطريقة وأسلوب صياغته للرسالة وطرحه.. وما زاد إعجابي هو أن الرسالة وصلتني عبر البريد الالكتروني موقعة باسمه واسم مجموعة من الشباب الفاعلين داخل هذه الفئة، ما يعني ذلك أن المهمشين لم يعودوا اليوم كما كانوا بالأمس منغلقين، متخلفين، أميين، بل صاروا مواكبين للتطور التكنولوجي والمعلوماتي.. المهم فحوى الرسالة يشير إلى أن هؤلاء الشباب يأملون منا نحن (أهل الإعلام) أن نوصل أصواتهم ومعاناتهم إلى الجهات المعنية.. خصوصاً وهذه الفئة مهمشة ومظلومة ومضطهدة، وينظر إليها دائماً نظرة دونية قاصرة.. إن لم تكن تميزية وعنصرية بامتياز.. فهناك للأسف من يعامل هذه الفئة بازدراء مقيت.. ولو أننا نأخذ على المهمشيين مساعدتهم في استمرار تلك النظرة نحوهم من خلال عدم الاهتمام بنظافة مظهرهم ومأكلهم، وملبسهم، ومسكنهم، فبعضهم لا يولي مثل هذه الأمور أي اهتمام يذكر.. وبالتالي صار الكثير ينفر منهم ويهرب من مجالستهم، ومخالطتهم.. مع الأخذ بالاعتبار أن هناك من المهمشين منهم في حال أفضل بكثير من غيرهم.. من حيث المسكن والملبس، والمطعم، والمشرب، والاهتمام بالعمل والتعليم والحرص على امتلاك قدر لا بأس به من الاطلاع والمعرفة والمتابعة والثقافة.. وقد لمسنا ذلك عندما عملنا معهم في برنامج تنموي نفذته صناع الحياة العام (2009)..
إن على المهمشين أن يسعوا جاهدين إلى تغيير النظرة القاصرة نحوهم، وذلك من خلال الاهتمام بجوهرهم ومظهرهم، والابتعاد عن النزعة الشرية، والميل نحو الخير والحرص على النظافة، وتأدية الفرائض المكتوبة، واختيار الألفاظ الحسنة، والابتعاد عن ما يسئ إليهم، والى أعراضهم وأعراض نسائهم وبناتهم.. والأهم من ذلك توحيد صفوفهم، وجمع كلمتهم، والعمل بروح الفريق الواحد، وأن يتذكروا أنه لا فرق بين أعجمي ولا عربي ولا أسود ولا أبيض إلا بالتقوى.. وكفى.
موسى العيزقي
رسالة من مهمش 1454