كثر الكلام وتحدث الجميع عن الانفلات الأمني في تعز، والحقيقة ان تعز لا تعاني من انفلات أمني.. تعز تعاني من فلتان أمني منظم وانفلات إداري ووظيفي وانفلات قضائي.. تعز تعاني من انفلات عام وصل حد الانفلات الأخلاقي وراءه بلاطجة مدعومين من نافذين وجهات أمنية من بقايا النظام الساقط.. ولا يفوتنا هنا التذكير بالبلاطجة والمجرمين واللصوص الذين أخرجهم النظام السابق من السجون ووزع عليهم الأسلحة والمتفجرات ومولهم بالنقود ليعتدوا على شباب الثورة.. وكل المجرمين والبلاطجة معروفون لدى الجهات الأمنية بتعز بالأسم ومازالت تلك الجهات تقدم لهم الدعم والحماية.. ولكن محافظ تعز هو الوحيد الذي يصر على الاستماع من أذن واحدة والرؤية بعين واحدة..
تعز تئن من ظلم وتعسف السماسرة من وكلاء النيابات الذين لا نعلم بأي قانون يحكمون (قانون من يدفع أكثر) والذين يبيعون ويشترون بقضايا الناس.. وفي ظل غياب القانون وتعسف النيابات وإستفحال الفساد في مفاصلها فقد وُضع المواطن في تعز أمام خيارين لا ثالث لهما في حال حدوث مشكلة له، إما أخذ حقه بيده أو التنازل عن حقه قهراً وخوفاً مما هو أسوء في حال اللجوء إلى الشرطة والنيابات.. وهذا الكلام يعتبر بلاغ إلى الأخ النائب العام في الجمهورية حتى لا يكون شريكا فيما يحدث في تعز.
فمن المؤلم أن نعيش في مدينه نخاف أن نلجأ فيها للقضاء لرفع شكوى أو دعوى لأننا نعلم مسبقاً ما الذي سنجنيه على أنفسنا.. قد يقول قائل بان هذا الوضع تعيشه كل المحافظات وتعز جزء من اليمن.. نعم هذا صحيح ولكن تعز يوجد فيها أفسد قضاء وأفسد وكلاء نيابات وأفسد مدراء للمكاتب الحكومية والجميع يعلم ذلك.
بعد توقيع المبادرة الخليجية تم تعيين علي السعيدي مديراً لأمن تعز، الذي استطاع بحنكته الأمنية أن يسيطر على الأوضاع وترسيخ الأمن في تعز، واختفت المظاهر المسلحة من الشوارع وبدأت دوريات الأمن تجوب شوارع تعز الرئيسية والفرعية والحارات ليلاً ونهاراً، صاحب ذلك اختفاء البلاطجة والمجرمين.. وهذا كله حدث خلال فترة قصيرة جداً.. إلا أنه منذ إقالة السعيدي وتعيين المقدشي مديراً لأمن تعز بدأت مرحلة الفلتان الأمني صاحبها فلتان إداري غير مسبوق في المكاتب الحكومية (التربية والتعليم ؛ الصحة والمستشفيات ؛ النيابات وأقسام الشرطة.......الخ).
وهنا يجوز لنا التساؤل: لماذا أشتاط المحافظ شوقي غضباً من مجرد أحداث شغب في السجن المركزي بتعز وقام بتوقيف السعيدي ومن ثم أصر على إقالته كشرط لبقاءه محافظاً.. في حين لم نسمع أي إدانة أو احتجاج من الأخ المحافظ جراء الفلتان الأمني المتعمد والانفلاتات الإدارية التي تشهدها مدينة تعز!
كيف تُدار تعز الآن؟ ومن يديرها؟ لا أحد يدري!! تعز اليوم لا يوجد فيها مسؤول يستطيع القول بأنه.يديرها... تعز تُدار عن بُعد بالريموت كنترول!! نعم، هذا الوضع ليس بالجديد على تعز ولكنه تفاقم خلال الفترة الأخيرة، وهنا نتساءل ما الذي قدمه الأخ شوقي منذ تعيينه محافظاً لتعز؟ لم يقدم شيئاً على أرض الواقع سوى سيل من التصريحات والوعود وصمتاً مبهماً أمام الفلتانات والفوضى التي تشهدها تعز محييداً كافة سلطاته كمحافظ.. الأمر الذي يجعل عدم وجوده أفضل من وجوده، لقد قبل على نفسه وضعاً لا نرضاه له... ليرضي من عينوه وهم فعلياً الآن يحرقونه كمحافظ.. ونسأل الأخ المحافظ وبكل أسى: لماذا رضيت على نفسك هذا الوضع؟ وأين ذهبت وعودك بداية تعيينك كمحافظ لتعز (تعز ستكون مدينة خالية من السلاح.. الوضع الأمني على رأس أولوياتنا كقيادة للمحافظة.. نعد إلى أن تكون تعز متميزةً ومن أفضل المدن في اليمن... الخ من الوعود والتصريحات)؟.
لا يختلف اثنان على أن إدارة المحافظ شوقي رجل إدارة، ولكن الظروف التي تمر بها البلاد عامة ومحافظة تعز خاصة لا تحتاج إلى رجل إدارة فقط أو إلى رجل ثري.. وإنما تحتاج إلى قائدا فذ، ووطني شجاع يدير ولا يُدار.. يتمتع بشخصية قويه قادر على قيادة المحافظة بقبضة قوية وحكيمة بنفس الوقت.. تعز تحتاج إلى محافظ يمثل رئيس الجمهورية بسلطاته ويعمل لصالحها.. محافظ ينظر إليها كوطن يحتاج إلى النهوض وترسيخ الأمن وتفعيل القانون قبل البحث عن المشاريع، نريد محافظا لتعز يمثل تعز، وليس ممثلاً لمراكز قوى في تعز.
على الرغم مما ذكرناه إلا أنه لدينا أمل في أن يسعى المحافظ وبأسرع وقت إلى تقييم أوضاع المحافظة خلال الـ 6 الأشهر الماضية ويسارع وبشكل فوري إلى ترتيب أوضاع المحافظة وتطهير محيطه واستبعاد القتلة والمتاجرين بدماء أبناء تعز عن المشهد.
إن مرور أكثر من 6 شهور لم نلمس خلالها أي ترجمة عملية لوعود الأخ المحافظ!! سوى مزيد من الانفلات العام.. فالمدارس في عامنا الحالي أسوأ مما كانت عليه في العام السابق 2011م والذي يُعد عام ثورة وحرب.. مكتب التربية والتعليم وكر للفساد.. والنيابات وكر للمتاجرة بقضايا الناس وإثارة الفتن.. والمستشفيات تدهورت أوضاعها بشكل أسوأ مما كانت عليه.. والقيادات الأمنية بتعز جلهم قتلة وفاسدون وأعداء لأي استقرار في محافظة تعز.
إن تصرفات الأخ المحافظ رضينا أم أبينا هي محسوبة على المجموعة، لأنه لو لم يكن أحد أفراد المجموعة لما كان محافظاً لتعز، ولما كان حتى رئيساً لنادٍ.. كان يفترض على المجموعة التي مازلنا نعتز بها وبثقلها الاقتصادي أن تكبح جماح تصرفاته.. فكل القرارات والتعيينات والتغييرات التي قام بها المحافظ شوقي كانت غير موفقة ابتدءاً من قرار فصل الطالبات ونقل المدرسات المؤيدات للثورة الشبابية الشعبية وانتهاء بقرار تكليف مدير مكتب الصحة لإدارة هيئة مستشفى الثورة، وهو المتهم بقضايا فساد وهناك أصوات تطالب بإقالته عن منصبه بما فيها أصوات مؤتمرية ترى في التخلص منه خطوة على طريق تنظيف صورة المؤتمر الشعبي أمام الشعب.
في حقيقة الأمر الشيء الوحيد الذي لمسناه من الأخ المحافظ هو التجريح بحق أبناء تعز الوطنيين الشرفاء الذين فقدوا فلذات أكبادهم دفاعاً عن المدينة؟ ونضع تساؤلاً أمام الأخ شوقي: ماذا قدمت لتعز سوى الإهانة للثورة والثوار بالقرار الأسود الذي اتخذته في الذكرى الأولى لمحرقة ساحة الحرية؟ ما الذي قدمته سوى تثبيت الفاسدين والقتلة والمباهاة بالتقاط الصور التذكارية معهم.. وهم من دمروا المدينة وقتلوا أبناءها ونساءها وشردوا الأسر ويتموا الأطفال؟.. ماذا قدمت لتعز سوى الوعيد بأنه في حال إقالة ضبعان سيأتي لهم من هو أسوأ! ونقول للأخ شوقي إذا كانت المطالبة بإقالة الفاسدين معناها لديك أن يأتينا من هو أسوأ فنقول لك لا تخف فإن تعز عصية على كل الفاسدين.
إن مجرد قنبلة صوتية خدشت جدار منزلك قامت الدنيا ولم تقعد في حين هناك من ضحى بفلذة كبده وكتم غيضه وداس على جراحه حفاظاً على مدينته حتى لا يكون رده مبرراً إضافياً لقصف المدينة عشوائياً ودك المنازل على رؤوس قاطنيها ومبرراً لمزيد من الحملات العسكرية على تعز.. كنا ننتظر منك أن تأخذ بحق أبناء مدينتك من القتلة، لكنك جمعتهم حولك واجتهدت في الدفاع عنهم!! لماذا يا ابن الأكرمين تفعل هذا؟!.
يتداول البعض وفي نطاق ضيق احتمال صدور قرار بتعيين محافظ جديد لتعز، بعد إخفاقات المحافظ الحالي في إدارة المحافظة التي تشهد انفلاتاً عاماً، وفي حقيقة الأمر تعز لا تحتاج إلى تغيير محافظها... تعز في أمس الحاجة إلى تغيير جذري وشامل لكل القيادات الأمنية ومدراء المكاتب الحكومية، هذا إذا كانت هناك فعلاً نية صادقة لاستقرار تعز ونزع فتيل الانفلات العام الذي لم يسبق أن شهدته تعز في تاريخها.
إلى الأخ المحافظ الأستاذ/ شوقي أحمد هائل:
إن التجريح بالشخصيات الوطنية في المقايل والجلسات واتهامها بأنها وراء ما يحدث في تعز من فوضى لا يبرئ ساحتك ولا يليق بك كمحافظ، لأنك تعلم كما يعلم الجميع بأن تلك الشخصيات الوطنية دافعت عن مدينة تعز وتصدت لأشرس هجمة بربرية تعرضت لها المدينة وأفشلت كل المخططات التدميرية لمدينة تعز وأبنائها.. تلك الهامات وضعت أرواحها على أكفها وفقدت في سبيل ذلك فلذة كبدها وكانت مستعدة للتضحية بالمزيد والجميع عايش ما كان يراد لتعز وأبناءها من تركيع وإذلال.
إن من حولك قد نصبوا لك فخاخاً متتالية أوقعوك في شركهم ورغم ذلك نقول مازال أمامك وقت لعمل شيء من أجل تعز.. ولكنك لن تستطيع فعل شيئ طالما والقتلة حولك، وطالما أنت مستميتا في الدفاع عنهم.
دماء الشهداء لن تذهب هدراً.. التضحيات لن تذهب هدراً.. إرهاب المواطنين وترويع الآمنين في بيوتهم لن يذهب هدراً.. استهداف مدينة تعز بأعمال الفوضى والبلطجة لن يذهب هدراً.. إن الاكتفاء بالاعلان عن تقديم جوائز لأفضل 3 منشآت سياحية!! لا تحتاجه مدينة تعز في الوقت الحالي.. ومن أشار عليك بذلك قد خدعك!..
لقد صرعتم رؤوسنا بالحملة الأمنية التي لم نشاهدها سوى تنزع السلاح من المواطنين العاديين، أما البلاطجة والمجرمون والمعروفون جيداً للأجهزة الأمنية فإنهم يصولون ويجولون بحريه تامة ويحظون بترحيب من اللجنة الأمنية التي ترمي عليهم السلام كلما رأتهم.. ونعتقد بأن منظر جنود الحرس الجمهوري يتقدمهم مارشال من بلاطجة شارع 26 سبتمبر وباب موسى مدججين بالسلاح مازال عالقاً في أذهان من شاهدهم قبل حوالي شهر يمشطون شارع 26 وكأنها رسالة بأن هؤلاء البلاطجة يعملون مرشدين للحرس الجمهوري وتحت حمايته.
الأخ المحافظ نسمع من بعض المروجين بأن اهتماماتكم منصبة على مشاريع استراتيجية لتعز منها:
- مشروع التحلية.
- توسعة ميناء المخاء.
- مشروع مستشفى حمد.
- مشروع توسعة مطار الجند.
كل هذه المشاريع وسواها ليست جديدة وليست وليدة اللحظة وتنفيذها أمر محسوم ومسألة وقت ولا يعني سعيك للاستعجال بتنفيذها مبرراً لانصرافك عن شؤون المحافظة وإدارتها.. وترك أوضاع المحافظة على الحال الذي هي عليه سيكون أكبر عقبة لتأجيل تنفيذ تلك المشاريع.
الأخ المحافظ هناك خطوات أساسيه مطلوبة منك وهي:
تنظيف محيطك وإقالة المجلس المحلي، وقد يظهر من يقول لك إن المجلس المحلي تمخض عن انتخابات، هذا صحيح، ولكن كلنا يعلم بأنها انتخابات مزيفة ومجلس محلي قد تآمر على مدينته لا يصلح الإبقاء عليه.. وهنا نتسأل بخجل: أين المجلس الأهلي وماذا فعل أم أن الكل يبحث عن مجالس ووجاهات؟)!..
تهدئة النفوس الجريحة بإبعاد القتلة والمتآمرين عن المشهد ولن نطالبك الآن بمحاكمتهم.
- وقف جماح الإنفلات الأمني ومحاسبة المتسببين فيه.
- تطهير المدارس وجامعة تعز من الفاسدين العابثين.
- تحسين مستوى الخدمات الصحية في المستشفيات.
- تطهير أقسام الشرطة والنيابات والمحاكم من العابثين.
- منع قوات الحرس الجمهوري التي قتلت وسفكت دماء أبناء تعز ودكت المستشفيات والمنازل على رؤوس قاطنيها من التدخل في شؤون تعز.
- كبح تصرفات اللواء 33 ممثلاً بقائده المدرج في قائمة القتلة من الاستمرار في عمليات السيطرة على مراكز التهريب ونهب إيرادات تعز لجيبه.. بل نأمل التراجع عن الاندفاع المحموم لتجميد قرار نقل اللواء 33 من محافظة تعز إلى الضالع وإن كانت علاقتكم الشخصية والودية بقائد ذلك اللواء تتطلب أن تقف معه فهذا أمر شخصي وبإمكانكم تعيينه مديراً لإحدى الشركات دون فرضه على أبناء محافظة تعز والذين يرون فيه شراً مستطيراً.. ونحن نقبل بالبديل مهما كان أسوأ حسب وعيدكم لأبناء تعز بأنه لو تم نقله فسيأتي من هو أسوأ !!..
ختاماً..
الأخ المحافظ إن من حاولت الإساءة لهم ولجأت إلى النميمة عليهم، وعجزت أن تواجههم بصراحة، هم وحدهم فقط من تستطيع أن تشد أزرك بهم، لأنهم شرفاء وطنيون وأنت تعلم ذلك.. فحين اجتمعت بهم لمست مقدار عزمهم على تقديم كل الدعم لك أولاً لأنك واحد من أبناء هذه المحافظة وثانياً وثالثاً ورابعاً... وعاشراً لأن تعز بحاجة إلى من ينتشلها من مستنقع الفساد الذي غرقت به، تعز بحاجة إلى من يلبي لها ولو المطالب الأساسية الملحة كالأمن والماء... أما من حولك الآن فقد ضحوا بأبناء مدينتهم وغنموا مكاسب مادية حقيرة سيندمون عليها وستلعنهم الأجيال القادمة.
أنت من أبناء هذه المحافظة فكن باراً بها وبأبنائها الذين هللوا لتعيينك محافظاً وأسعى لتصحيح أخطاءك الفادحة التي وقعت بها ومازال يوقعك بها التوليفة المحيطة بك والتي تصر أنت على التمسك بها، وتجنب محاربة أبناء تعز خصوصاً من ضحوا بفلذات أكبادهم في سبيل كرامة أبناء هذه المحافظة وجنبوها هول ما كان مخطط لها من أعمال إنتقامية ووضعوا أرواحهم على أكفهم دفاعاً عن تعـز، فأبناء هذه المدينة جراحهم لم تندمل بعد.
منال القدسي
من قال إن تعز تعاني من انفلات أمني؟! 1978