محافظة إب عاصمة السياحة اليمنية والتي وسمت منذُ القدم باسم اللواء الأخضر نظراً لجمال طبيعتها البيئية الخلابة وسلمية مكوناتها الاجتماعية المجسدة للسلوك المدني وممارسة الفعل الحضاري والحضور الوطني الراقي في التعامل اليومي مع الأحداث والمستجدات والقضايا الاجتماعية والسياسية من منطلق التعايش السلمي بين أفراد المجتمع ذات العلاقة العضوية التي تجسد الترابط الأخوي بين الأسر والقبائل والتعاون بين الفرد ومؤسسات الدولة في تفعيل القانون..
تتحول اليوم ومنذُ إندلاع الثورة من محافظة السياحة والجمال والمناظر الآخذة للألباب والحراك الثقافي ومشهده السياسي المتمدن، إلى محافظة تجسدت فيها على الواقع ثقافة الموت من خلال القتل اليومي هنا وهناك على مستوى عموم مديريات المحافظة دون استثناء، حيث العصابات المسلحة تصول تخويفاً وترهيباً وتجول تقطعاً ونهباً وقتلاً في كل المراكز الحضرية والاغتيالات للأفراد والشخصيات الاجتماعية في وضح النهار أصبحت ثقافة يومية تُمارس دون وازع ديني وقيم أخلاقية إنسانية.. والمشاكل والاقتتال اليومي بين أبناء الأسرة الواحدة أصبح ظاهرة نكرة في سلوك الأفراد وثقافة حاضرة امتد فيروسها المعديمن القرى ومراكز المديريات ليخترق جسد عاصمة المحافظة نفسها .. كل هذا يحدث في ظل غياب سلطة الدولة ونضوب حقيقي لتفعيل القانون يرافقه جفاف حاد في تدني حضور الأجهزة الأمنية المنتشرة عبثاً وعبئاً على الوطن والمواطن، حيث يقتصر فعلها على المراقبة عن بُعد للأحداث وتتواجد بكثرة في على أبواب السجون القهرية ذلاً وأخذ الجبايات المالية من الضعفاء والمساكين..
إنه اللواء الأخضر يتحول إلى الميدان الأحمر، حيث لا ينطبق التشبيه بالميدان الأحمر الروسي فالمفارقة عجيبة والتشبيه نقيض.. اللون الأحمر بتصنيفه الدموي في محافظة إب مجسداً لثقافة الموت أصبح ملازم للحياة اليومية للمواطنين والأسر، بل أضحــى بفوضويته الأخلاقية يهدد التكوين الاجتماعي لأبناء المحافظة ويقض مضاجع الأمن والسلم المحلي
إنها إب البطلة .. هكذا كان ومازال يطلق عليها الساسة النخاسة السابقون واللاحقون المنفردون بالسلطة والمتوقون عليها..
فرفقــاً بإب البطلة أيها العابثون بأمنها العاملون على إقلاق السكينة في قراها ومراكز مديرياتها .. رفقاً بإب البطلة أيها العبثون بأمنها لتحقيق مصالحكم الشخصية المتردية ومآربكم السياسية المتعفنة ..
نعلم ويعلم كل مواطن في محافظتنا المسالمة إب الخضراء أن هنالك مجموعات وشخصيات متنفذه تقف وراء كل هذه المشاكل والانفلات الأمني، مستغلة الوضع القائم لحكومة الوفاق والانشقاق في عدم القدرة على تطبيق القانون والمحافظة على الأمن والاستقرار .. نعم إنها شخصيات تقف على رأس هرم السلطة المحلية في المحافظة تداهن هذا وتراهن على ذاك في إشاعة الفوضى ونشر فيروساتها البشرية كي تظل مصالحهم هي العليا وأمن واستقرار المواطن وحرية هي السفلى .. نعم إن مسوؤلي المحافظة الأمنية والتنفيذية والقضائية هم أساس الفتن وصانعو ثقافة الموت والاغتيالات وتردي الحالة الأمنية وعلى رأس هذه العصابة قيادة المحافظة لتي فتحت الباب على مصراعيه لكل المتنفذين المدمنين على الفوضى، حيث لا يعيشون إلا عليها ولا تدوم مناصبهم الكرتونية إلا بها ولسان حالهم المعفن يقول: هنا يطيب الحكم.. مؤكدين على المقولة التاريخية للسيدة أروى بنت أحمد الصليحي لزوجها المكرم بن علي ومجسدين عكسها تماماً، فمن عدل الصليحيين واستقرار الأمن ونشر العلم والمعرفة وبروز معالم التنمية البشرية، والاجتماعية والتعايش السلمي بين الناس، إلى ظلم المسؤولين في محافظ إب ونشر ثقافة الموت والحقد والكراهية والانفلات الأمني وإثارة الفتن بين المواطنين وعدم البت في القضايا وصناعة ثالوث الفوضى الغش , الرشوة , الوساطة التي يحاولون من خلالها إفساد أخلاقيات المجتمع.هذا هو واقع الحال في محافظة إب عاصمة السياحة اليمنية إنفلات أمني , إقلاق السكينة العامة للمواطنين، قتل يومي , اغتيالات من مجهولين , فساد مالي وإداري , متنفذون , سرق , عصابات تقطع وقتل , مسؤولون مثيرو الفتن مجبلون على التخريب مروضون على الفوضى .. تباً لهم ولمحافظتنا الأبية إب السلم والحرية والأمن والاستقرار الاجتماعي ..سترحلون وتبقى إب عصية عليكم أيها المخربون بصكوك غفران من المسؤولين المتنفذين .. سترحلون .. وتبقى إب المدينة الجميلة المتمدنة بسلوكها الحضاري عاصمة للسياحة اليمنية.
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة
محافظة إب السياحة وثقافة الموت 1778