انطلقت شرارة ثورتنا اليمنية المجيدة في الحادي عشر من فبراير العام 2011م وشبابها يحملون أهدافاً سامية، وطموحات عظيمة، هكذا كانوا ومازالوا على عهدهم مستمرين حتى تحقيق ذلك على أرض الواقع.
العجيب في الأمر هنا حال بعض المتطاحنين الذين يظنون أنهم سيكونون أوصياء على شعبنا المغلوب على أمره بعد أن رفض الخنوع والذلة لأحد مهما على شأنه بعد اليوم.. أقــول :هناك شخصيات سياسية،ووجاهات قبلية، وأخرى دينية وهلم جراً، أزعجنا جميعهم بالصراخ والعويل، كانوا في الداخل أو الخارج، مشاريعهم بحجم أنفسهم لا بحجم هذا الوطن الكبير، فهذا يتباكى على الثورة وسرقــــــــة البعض لها. وذاك له من المصالح ماله داخلية كانت أو خارجية وبالتالي فلابد لشعب بأكمله الانصياع لسياساته والقول بقوله.. وثالث يريد أن يعيش حياة المشاكل والبلابل فيعكر المزاج هنا ويحدث القلاقل هناك ـ بعد رفض شعبناله ـ ...،ما يسليه ويريحه هو بقاء الشعب في أتون صراعات لا تبقي ولا تذر،! ليس هؤلاء فحسب فهناك ما هنالك فصنف رابع يريد الحكم بقبضةالحديد والنار باسم الدين وتطبيق الشريعة وذلك من ذلك براء،!.
أمام هذه التوجهات المتناطحة فيما بينها ماذا عساك أن تقول وقد جمعهم تمزيق الوطن وادعاء الوصاية عليه، ...لا شيئ سوى كلمة مختصرة مضمونها (إرحلوا عـــــــــــــــنا) ....من كان يظن نفسه فوق الشعب ويريد أن يمرر ما يريد وكيفما يشاء بحجة كونه الأصلح والأنسب نقول له " إرحل" الوطن فوق الجميع فلا حوثية ولا ليبرالية ولا سلفية ولا إخوانية ولا صالحية ولا ..!!
الشعب اليمني أكبر من أن يغازله هذا ويستخف به ذاك تحت أي مسمى وشعار، لقد أسقطنا الاستبداد الصالحي وسنسقط كل استبداد جديد يلتحف لباسا مختلفا وعمامة مغايرة، إن صراع الساسة فيما بينهم أمر لا يعنينا بشيء،ولن يقبل شعبنا بأن يكون ضحية لأحد، فليسمعها الجميع إن كان فيهم رجل رشيد المرحلة القادمة تتطلب منا التعايش الإيجابي، التوافق لا التراشق، لتتعدد انتماءاتنا وتوجهاتنا لكن ليس على حساب مستقبلنا وما يتطلع له شعبنا، تبــــــــاً للأفكار الدخيـــــــــــلة، سحقــاً للانتماءات الضـــــــيقة، أف لكـل سياسة من شأنها تفريق صفنا وذهاب ريحنا، المرحلة القادمة يجب أن نعلي فيها من صوت الشراكة الحقيقية، صوت الاحترام للبرامج والمشاريع لا الدوران حول الذوات والأشخاص، اليمن بالجميع وللجميع، فلا يزايد أحد على أحد بوطنيته فالشعب هو المقرر والحكم، الساحة أمامكم ولكن ليس ساحة القتل والاقتتال والتشويه والتسفيه !!وإنما ساحة العمل وتقديم كل نافع ومفيد لهذا الشعب، من يريد أن يكون كما قلنا من وعي فمرحباً به بيننا ومن أبى إلا التمادي والتجاهل والاستمرار في سياساته الخرقاء نقول له :لن تخدع إلا نفسك وسيتجاوزك شعبنا كما تجاوز غيرك، ولليمن رب يحميه..
يا شباب الثـــــورة :أنتم صناع التغيير ورواده، وأنتم حراس الوطن وعنوانه،كنتم وستظلون هامات شامخة في حراسة هذا الوطن وأحرص عليه من حرصكم على حياتكم، كونوا كما كنتم، وراقبوا كل ما يجري عن كثب فيعاد لبلدنا سمعته الطيبة وكرامته المشوهة وحقوقه المهدرة .
في الأخيـــــر :
نحن ندرك تماماً المرحلة التي تمر بها البلد وأبعادها فلا يحاججنا البعض بمراعاة ذلك، وقد قلنا ما قلنا لوجود بعض المظاهر الوخيمة التي تستدعي من أولئك احترام أنفسهم أولاً، ومن الحكومة ورئيس الدولة ثانياً احترام هذا الشعب وعمل اللازم والواجب الذي من شأنه الحد من كل ظاهرة أو صوت يشكل حجرة عثرة أمام التغيير الحقيقي المنشود الذي خرجت من أجله الثورة وقدم الشعب في سبيل ذلك الكثير من التضحيات، ولذلك كله جاءت المبادرة الخليجية كوسيلة سياسية لإخراج اليمن إلى بر الأمان..
نأمل أن نجد آذاناً صاغية وقلوباً واعية، فينطلق الجميع نحو بناء اليمن المنشود من خلال حوار وطني شامل لا يستثني أحداً بدلاً من المهاترات الجانبية، والفلسفات الغوغائية التي تبعد ولا تقرب،وتضر أكثر مما تنفع.. حفظ الله اليمن وأهله من كل سوء ومكروه .
محمد أمين عز الدين
إرحلوا عنا !! .... 1940