عام كامل أوشك على الانتهاء والتعويضات للمتضررين من الحرب التي شنها النظام السابق على أحياء وشوارع تعز، تلك الحرب التي راح ضحيتها الأبرياء ممن سقطت على منازلهم القذائف فقتل منهم من قتل ودمرت منازل ومحال تجارية وتم ترويع النساء والاطفال وعطلت الحركة التجارية فمنهم من خسر تجارته ومنهم من فقد عمله ومنهم لم يتمكن دفع الايجار للمنزل الذي يسكنه فتراكمت فواتير الكهرباء والماء والهاتف.. عامل كامل منذ ان قامت السلطة المحلية بمدينة تعز بتشكيل لجنة تشكيل لجنة لحصر الأضرار التي لحقت بمنازل وممتلكات المواطنين والتي تضررت نتيجة القصف العشوائي لقوات النظام السابق في حربها على تعز وثوارها مخلفة المئات من الشهداء والجرحى وتدمير مئات المنازل والمحلات التجارية وتشريد الكثير من المواطنين الذين يعيشون اليوم أوضاعاً مأساوية في انتظار التعويضات،أحياء كثيرة في مدينة تعز تعرضت للدمار وأبرزها : حي المرور، والحصب، والروضة، والموشكي، وعصيفرة، ومنطقة الهشمة، والمناطق القريبة من شارعي الخمسين والستين..
لم يعد تعويض المتضررين من الحرب يقتصر على من هدمت مساكنهم أو محلاتهم وإنما جاء الوقت الآن للمطالبة بالتعويض العادل لكل الأسر التي تضررت جراء تلك الحرب الظالمة .. يجب أن يكون التعويض عادلاً لمن فقد وظيفته ولمن تراكمت عليه الإيجارات وفواتير الكهرباء والمياه والهاتف..كذلك هو لمن روع أطفاله ونسائه فاضطر إلى نقلهم إلى أماكن آمنة هرباً من جحيم القصف العشوائي . إننا نظر إلى هذا الأمر وكلنا أمل وفي ذات الوقت حذرين من مغبة من يتكلمون باسم أبناء المناطق المتضررة فيأخذون الدعم المقدم من المنظمات والجمعيات ليستفيدوا منه هم .. وهنا ندعو كل أبناء هذه المناطق إلى أن يقفوا يداً واحدة فيعملوا على تكوين كيان خاص بهم هدفه الأساسي حماية حقوقهم ومطالبهم وليقطعوا الطريق على من يتحدث باسمهم كائناً من كان..
إن مطالب الأحياء المتضررة هي مطالب مشروعة لا تعطي حقاً لأي جهة كانت بحرمانهم من الخدمات الضرورية كما هو حاصل لمنطقة الروضة والتي لم يكفها ما عانته من ويلات خلال الحرب المسعورة فشنت عليها حرب المياه، حيث أنها محرومة من التوزيع العادل للمياه لما يقارب السبعة أشهر، فهل هذا هو التعويض لهذه المنطقة التي تعد المنطقة المنكوبة منذ أن أشعل النظام السابق أجيج تلك الحرب الظالمة؟.. أضف إلى ذلك مكتب الصحة بالمحافظة لم يعط لهذه المنطقة أي اهتمام وخصوصاً منذ اجتياح حمى الضنك لها منذ ما يقارب شهرين الجهة الوحيدة التي تعمل على معالجة هذه المسألة هي جهة أهلية تنتمي إلى القطاع الخاص حتى أن كادرها بأكمله لم يذق طعماً للعيد بسبب ازدياد الحالات المصابة بحمى الضنك والقادمة إليه من نفس منطقة الروضة .. فهي رسالة شكر نوجهها عبر هذه الصحيفة (والتي تعد الأولى في اليمن) نقدمها إلى إدارة مستشفى الروضة وأطباءها وفنييها وممرضيها وجميع العاملين فيها على تقديم واجب المهنة على أنفسهم وعلى أسرهم ومباشرة أعمالهم خلال فترة أيام العيد، كما هي رسالة عتاب للمسئول الأول في المحافظة: أين هي أولوياتك الصحية التي تعهدت بها يا محافظ؟.
نأمل أن تصل هذه الرسائل إلى المعنيين بالأمر وفي مقدمتهم شوقي هائل كما قال هو بنفسه إن صدره يتسع للجميع فهل يستطيع أن يعيد البسمة إلى أهالي المناطق المتضررة ويقدم لهم تعويضات لهم ولأسرهم؟ إن اهتمامه لاستقدام شركات من دبي لإنشاء الحكومة الالكترونية مقدم على زرع البسمة وإعطاء كل ذي حق حقه..
فهد ناجي علي
شوقي والثلاثي الرهيب 1971