اضطرابات تشهدها جامعة صنعاء العريقة، كونها تصدرت الفعل الثوري ومنها انطلقت شرارة التغيير وعلى عتباتها اتسعت أكبر ساحة للإحتجاجات الشعبية، ومازالت الاضطرابات حية خصوصاً في كلية التجارة التي تحتضن أعلى نسبة طلاب، فمؤخراً وبعد عراقيل عدة أوقفت العملية التعليمية أعلن عن موعد امتحانات الفصل الدراسي الثاني وطلاب الكلية لم يتسن لهم بعد معرفة مفردات المقررات الدراسية وهذا ما دفع بطلاب الكلية لبدء دوامهم بعد العيد بموجة احتجاجات مناهضة لسياسة التعليم الحالية التي تهمش الطالب وتدنس الرسالة السامية للتعليم.
جزئيات عدة ممثلة بهذه السلوكيات توحي بأفول بريق التعليم الجامعي وإنطفأ ضمير النخبة المتمثلة بشريحة أكاديميي الجامعات فقبيل عام تقريباً أوقفت العملية التعليمية لفصل كامل في كلية الهندسة جامعة عدن أبتدأت بالمطالبة بحقوق الإداريين والأساتذة ووصلت إلى مطالب شخصية وحسابات يتم تصفيتها والخاسر الوحيد هو الطالب، مؤخراً تمت إنتفاضة عارمة على القائم برئاسة جامعة صنعاء السابق باسرده ليتم تحويله إلى جامعة تعز وتستمر حكاية إنتهاك القداسة الحقيقية للجامعات عبر هذه السلوكيات التي لم تكن سوى غيض من فيض مما يحدث في بلد خرج عن بكرة أبيه بثورة أراد لها نتائج تعزز قيمة هذا الوطن ومناشداً بدولة مدنية أساس بناءها إصلاح مسار العملية التعليمية في المدارس والمعاهد والجامعات.
المراقب لجامعة عريقة كجامعة صنعاء يشعر بالأسف والحسرة على تدني الحال وإقحام هذا الحرم بسياسات لعينة تؤخرنا ألف عام للوراء، فكيف نعول على مخرجات الجامعات التي تم القذف بهم إلى سوق البطالة دون أدنى تأهيل أو مقومات سوى شهادة متقيحة بعلامات لا تجدي نفعاً في مواجهة سوق العمل الذي أصبح لا يتسع سوى للمؤهلين وذوي الكفاءة.
حكومة وفاق وطنية لا تشعر ولا تحس بمأساة شريحة الطلاب وكأنها بطريقة أو بأخرى تجسد سياسة النظام السابق بصورة تجهيلية أشد، ولم تعد الإحتجاجات والمظاهرات الطلابية تستدعي اهتمام أحد كي يلتفت إليها بطريقة توقف التجاوزات وهذا ما سيقود أهم شريحة في المجتمع للخروج عن إطار هذه الحكومة إن استمر الحال على ما هو عليه.
* غصة وطن :
العلم نار في بلادي ليس نور
العلم أصبح سلعة
محرابه بؤس وجور
عدنا كسالف عهدنا.. جهلاً وكذباً بل فجور
أحمد حمود الأثوري
جامعات التجهيل اليمنية 1770