عُدنا والعود أحمد كما يقول المثل.. عدُنا نكتب لنشخص الحاضر، ونستشرف المستقبل.. فالكتابة هي السبيل الوحيد والخيار الأمثل بالنسبة لنا، للترويح عن أنفسنا، والتعبير عما يجول في خاطرنا.. في ظل واقع مزري يضج بالتناقضات العميقة..
بالأمس احتفلنا بمناسبة عيد الأضحى المبارك.. على المستوى الشخصي حاولت فتح صفحة جديدة في حياتي، وأطوي صفحات قديمة بكل أفراحها وأتراحها، لكن للأسف لم يحدث ذلك بعد،ولأسباب لا زلتُ أجهلها.
في المقابل، الحال نفسه بالنسبة لما يجري على الصعيد الوطني.. كنا نأمل أن يكون العيد فرصة للتسامح والتصالح، وطي صفحات سوداء، وفتح صفحات بيضاء، لكن يبدو إننا سنظل نراوح مكاننا، من عارف ربما سنظل على هذا الحال لا شهر أو لسنوات،و ربما تعود هذه المناسبة العظيمة، وغيرها من المناسبات ونحن في خبر كان..
العيد.. فرصة يجتمع فيها أفراد الأسرة بعد شتات وتفرقة، فمنهم من هو مغترب في الخارج أجبرته الظروف المعيشية على الابتعاد عن الأهل والعشيرة، ومنهم من هو مغترب في الداخل ولكن تعرفون الحياة مشاغيل، وهناك أناسٌ رغم أنهم قريبون جداً من أهلهم وذويهم إلا أنهم فضلوا الابتعاد عملاً بـ ( كل واحد وحاله)..
حتى العيد رغم أنه فرصة كما قلنا لجمع الشتات إلا أن هناك من عمل على تكريس الشتات.. ليس لشيء، إلا لأن الشيطان زاد عليهم، وجعلهم يرون الأشياء من زاوية معكوسة.
الحال مزري بجد، و يحتاج ـ على ما يبدو ـ إلى مبادرة أخلاقية تكسر حالة الجمود والعزلة والقطيعة التي نعيشها على المستوى الشخصي، وعلى المستوى السياسي الوطني، مبادرة تخرجنا من الحالة المعقدة التي فرضتها علينا الظروف.. كما نحتاج أيضا إلى الدخول في عملية مصارحة ومصالحة، مصارحة مع النفس والذات، ومصالحة مع الله تعالى أولاً ومع من نخاصمه أو يخاصمنا ثانياً..
موسى العيزقي
صفحة جديدة .... 1358