في الفرح تتداعى تكوينات الجمال،وتزدهر معاني الكلمات،وتتشكل مواسم جمال طالما كانت تقوى وبحثاً عن خروج من الرتيب وقد تغلغل حد الضيق منا علينا، وفي الفرح نسعى نحو القصيدة نرتلها تارة،ونصاب بالدهشة تارة أخرى.
هكذا الفرح انسجام رقيق بين الذات والعالم لا يصل إلى مستوى الغرور أو مناطحة الإنسان فينا وطمسه ليبقى فرحاً فاقد الانتماء إلى المتواضع وهنا :(الله لا يحب الفرحين)، هكذا نفهم الفرح ونهتبل المناسبات الجميلة لنمضي بأشواقنا إلى مستقر الجمال، ونحدد بالضبط ما يعنينا سمواً وتهاني وتداعيات ذات معنى أنيق نشكله من موطن المحبة الأول (القلب)وفي الفرح المتدثر برقة المشاعر ونبل المقصد يصير للورد باقات والتهاني تقرن بالعطر وخالص المحبة..الفرح إنه القول بشيء من الخفة والدعة وما يصح الترنم به، وهو النغم العذب وبسمة السعادة وتأملات المتفائل بما يجيء أو حتى لا يجيء، هذا الفرح نتوخاه على الدوام ننطلق منه ونسير في اتجاهه أعياداً ومناسبات وتشكلان مودة بين الأهل والأصدقاء والأقارب، وكل له حضوره وسموه وريادته لا نفرق بين أحد ممن نحب ونغامر في صياغة المعاني ونتمناها تكون جديرة بمن نتوق إليهم.
والفرح الوصول إلى ذروة النجاح إلى مستوى الإنجاز الجدير بالمباركة وإلى موقع النجاح بتميز، هنا فقط يغدو ذا معنى راق وجدير بالتوقف لأكثر من وقت فرحاً، الفرح عيد وخلاص من إحباط وتطلع لغد يترجم أمنية ودعاء بالازدهار وشوق يتتالى ولا يخبو إلا ليتقد ثانية ونرانا في العيد فرحا حين نترسم الآتي ونتوسم فيه ما يجعل الروح طرية تنجذب إلى ما هو خلاق وإنساني.وحين نقراء في الطفولة صباحات الحب وأماسي الأمل وحين تحبو قليلا وقدر المستطاع لتناول ما تراه براءة وبراءة، هكذا الفرح في الطفولة غدق وفي مجارات الأحبة منهمر تجددا وتطلعات إلى الأفضل..
الفرح أنتم في كل عيد وقادم جميل، وعيدكم حب وأمل وصحة.
وفعل خلاق، يستمد عنفوانه من نبض الجماهير حرية، وساحات التغيير إصراراً على رفض الطغيان،وحرق مراحل الاستبداد،ورجم الشيطان، الفرح انتصار وألق، الوطن معناه،والرابضين في ساحات المجد الباذلين الروح ليهن الإنسان بالفرح في مستوى الانتماء إلى الثورة زهواً ومجداً يعطر ربوع البلاد بالمحبة، ويمنحها بهاء لا يحد، ويسقيها من حنايا الروح، ودهشة القادم الجميل ما يستحق أن نرسمه على جباه الغد الأفضل بساتين،وفوح ورد وعبير زهر.
الفرح هو هذا العيد المثمر حباً،بعد أن تجاوز الوطن عتبات التعب، وصار أكثر تكوينا وفي مستوى التطلع والاحتفاء بنا،ثورة أنيقة خالصة الرفعة والسؤدد والسمو إلى حيث لا يدانيها سمو آخر.. هكذا العيد الفرح في ربوع الوطن، احتفاء له رونقه وطعمه ومذاقه الخاص ،بعد أن خلص من ربقة مستبد عقيم وفرعون ذو الأوتاد، وبقي التطلع إلى الفرح بذات الفرح، كما بقي الوقت الأنيق منحازا للجمال ولصياغة وطن من أنفة وشموخ وعزة.
هكذا نتوج العيد بالعيد،والفرح بالتغيير إلى الأفضل،وهزيمة من يريد الوطن ميراث أسرته،ونحن رعايا مستبد، الفرح أنه هذا الفضاء الجميل نغم الآنسي الفنان (آنستنا يا عيد) تكبيرة محرم،ودعاء متبتل إلى الله وروعة لقيا حبيب لحبيب،واستقرار، وأمن، وما يشتهي الحالمون.. الفرح إنه فينا بعد التخلص من المزري، وكتابة تاريخ يحفل بالإنسان،ويؤرخ للحقيقة تماما دونما تظليل وادعاء ولغو باطل.
هكذا نرى عيدنا الجديد المطل على الساحات بشمسه المشرقة وطيب المقام بين الأهل والخلان،وعناق الأشاوس للوطن في يومه الأغر وتبجيل الانتصار على المعاناة والألم والإحباط وعلى جعل البلاد مساحة غنيمة لهم،حتى كادت ألا تكون بلاد (السمن والعسل) كما ورد في العهد القديم.. الفرح هو ما نراه اليوم وقد غمر الأفق بما هو قابل للحوار والتلاقي ورسم معالم زمن أجد ليس فيه من يملي علينا كيف نكون وكيف نتوجه بدون فطنة ووعي.هكذا نفهم عيدنا البهي السخي ويوم النحر الأعظم بأنه تعظيم لشعائر الله وهي من تقوى القلوب وفي فتح معالم حياة وانتصار إرادة الإنسان وكتابة مجد وطن ذات المعنى الرائع من التعظيم وتقوى القلوب والإيمان بالحرية والعدالة كما هي دون من أو أذى من أحد على أحد.وإذاً تلبس الحلل أجيال الوطن المتعاقبة، وتقراً التاريخ بكل ما فيه من عنفوان،وتستلهم معاني الساحات في التغيير القلوب الأبية، وتدرك القوى النابضة با لوفاء والإقدام وشجاعة الموقف،معنى دحر الظلام وقوة الانتماء إلى الانتصار الحيوي وتجليات الثورة وهي كتاب الوطن فينا وأنشودة الفرح.
فهنيئا لنا أعيادنا، هنيئا للجيش الباسل من أدرك فعل المبادرة الشجاع فكان في مستوى الإيمان بعظمة الثورة ورسوخ أهدافها.. هنيئاً لوطن استرد عافيته واستقر عيده على الجديد ورفع كلمة التوحيد خالصة ليس فيها تعظيم لصنم وخنوع لمستبد ورضوخ لتوريث،هنيئاً لساحات التغيير بما هو رقي وأمن وسلام وعزة ومعنى الحرية مجسداً بقوة في أرجاء الوطن.وطوبى للشهداء الذين جادوا علينا بالفرح وجعلوا الوطن يزهو بأهله.هنيئا لهم وقد تحقق الكثير من التطلعات في إزاحة مستبد، وإفشال ملكية،ليبقى الوطن سيد نفسه والإنسان فيه يمتلك ذاته ولا يرتهن لمستبد ويعظم غير شعائر الله.هنيئا لنا أفراحنا انتصار الوطن على براثن القمع والجهل والتدجيل. وإنه لفرح لو تعلمون عظيم
محمد اللوزي
الفرح انسجام رقيق بين الذات 2043