وترجل الفارس النبيل ـ الشيخ الأصيل ـ درة مشائخ عمران ونجم شبابها الثاقب ـ عن صهوة جواده وهو في عز عطائه وذروة شبابه وفي بواكير مجده القائم على فضائل القيم ونبيل الأخلاق والمستند لتاريخ حافل لآبائه وأجداده الكرام من مشايخ وأقيال وأذواء مدينة عمران وقاع البون وحاشد وبكيل وعموم اليمن ـ لا سيما ومآثر التاريخ المدون في اسطنبول ـ عاصمة الخلافة العثمانية ـ تحفظ وفادة جده الأول على السلطان عبد الحميد ـ الذي استقبله آنذاك..
يوم أمس الأول ـ كان النبأ الفاجعة والخبر المدوي لافتقاد اليمن عامة وعمران على وجه الخصوص لشيخها الشاب الأربعيني المناضل/ محمد حزام عبد الله الصعر في حادث سير مأساوي بجهران على الطريق الرئيسي الواقع ضمن محافظة ذمار ورحل بمعيته أحد أبناء عمومته ـ حسين حمود الصعر، وكان النبأ بمثابة المفاجأة الفاجعة والمأساة الصادمة للجميع وجاء تأكيده ببيانات النعي المتلاحقة وبتدفق برقيات العزاء الرسمية والشعبية التي نوهت بمناقب الفقيد ومآثرة السامية..
شخصياً أعرف فقيد الوطن الراحل الشيخ/محمد حزام عبدالله الصعر منذ الطفولة وعلى مدى ذاكرتي التي تتجاوز ثلاثة عقود من الزمن ـ فقد عرفته فارساً من فرسان الأخلاق المتسلحين بالفضائل والمتوشحين بأنبل القيم الدينية و المجتمعية والوطنية حتى أصبح مضرب المثل في عمران للتواضع والشهامة والإقدام والوفاء..
عرفته بشوشاً ومرحاً وهادئاً ـ كما عرفته متسامحاً وحيياً ومقداماً جسوراً وخدوماً لكل الناس وإنساناً بكل معنى الكلمة عزيزاً كريماً وحراً أبياً وصديقاً صدوقاً..
لاريب أن كل أبناء عمران وكل من يعرف الفارس النبيل والشيخ الأصيل محمد حزام عبد الله الصعر ـ محمد حزام الشيخ ومحمد حزام الشاب ـ رئيس نادي شباب عمران ومحمد حزام السياسي العضو البارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح ومحمد حزام المناضل والثائر الحر الواعي الذي ساند الثورة الشبابية الشعبية منذ اندلاع شرارتها مطلع العام الماضي ومحمد حزام الشخصية الاجتماعية الخدومة لكل الناس دون استثناء وبلا حسابات ضيقة ومحمد حزام الإنسان المحب لوطنه وأهله وأصدقائه وكل الناس ومحمد حزام القيادي الفذ الحكيم الذي لعب دوراً بارزاً مع بقية مشائخ عمران الشرفاء ومشايخ القبائل المتاخمة لعمران بالجبل وعيال سريح وخارف وغيرها ومع الخيرين من مختلف الشخصيات المؤثرة التي ساندت العميد الركن/ حميد القشيبي والسلطة المحلية والتنفيذية بمحافظة عمران الذين حافظوا على أمن واستقرار عمران المدينة والمحافظة إبان الأحداث التي عمت اليمن في الفترة المنصرمة.
× لقد مثل الشيخ/ محمد حزام عبدالله الصعر نموذجاً للشخصية القبلية والاجتماعية المتحضرة وللمشيخة التواقة للتمدن والتحضر وللإنسان الشخص الميال دائماً للوسطية والاعتدال والنابذ للتعصب القبلي والعائلي والجهوي وحتى الحزبي والمناطقي ومن البديهي أن شخصية تتمتع بما أسلفت من نبل القيم ودماثة الأخلاق ـ ظلت بعيدة كل البُعد عن المال السياسي والفساد والذي غرق فيه معظم أبناء المشائخ خلال السنوات الماضية وظل الشيخ/ محمد حزام كما كان عهد المرحوم والده بعيداً عن المال السياسي الفاسد المفسد الذي وقع فيه معظم أقرانه من أبناء كبار مشائخ ووجاهات اليمن وحسب الشيخ/محمد حزام أنه شيخ عصامي لم تتلطخ يداه بالمال السياسي وثرواته المشبوهة.
بعد ظهر يومنا هذا الثلاثاء30/10/2012م سيوارى الثرى بمسقط رأسه بمدينة عمران ـ شيخ مشائخ المدينة ـ الشاب الخلوق والفارس النبيل/محمد حزام عبد الله الصعر الذي نعته قيادة محافظة عمران عن 44عاماً وهو في مقتبل عطائه وذروة مجده ونضاله والذي بفقدانه أصيبت عمران كل عمران وبرحيله خسر الوطن فارساً نبيلاً وابناً باراً من أبنائه الميامين ـ إنه لمصاب جلل لأهله وذويه على وجه الخصوص ولعمران والوطن عموماً.
رحم الله الشيخ الأخ والصديق/ محمد حزام عبد الله الصعر وأسكنه فسيح جناته ولم أجد ـ وأنا في غمرة الأحزان والأتراح لفقدانه ـ سوى هذه الكلمات التي لا توفيه حقه وحرصت على نشرها بصحيفة "أخبار اليوم" التي كانت صحيفته المفضلة في حياته راجياً الله العفو والمغفرة للجميع والله المستعان "وإنا لله وإنا إليه راجعون"..
محمد عبد الملك القارني
في مُصاب عمران الجللْ.. 2026