;
عبد العزيز المقالح
عبد العزيز المقالح

مفاوضات لإيقاف ذبح البشر في العيد 2138

2012-10-28 00:28:30


لعلها أغرب المفاوضات في التاريخ القديم والمعاصر، أعني بها تلك التي يقوم بها مبعوث دولي لدى عدد من الدول لإيقاف القتل الناشب في سوريا مؤقتاً، ولأيام معدودة هي أيام العيد، والمبعوث الدولي هو الأخضر الإبراهيمي الذي يتنقل في بعض الأقطار العربية والدول الإقليمية المجاورة ذات الصلة بما حدث ويحدث في البلد العربي المنكوب، سوريا.
 وواضح أن المسعى لم يعد يقوم على وضع حد للعنف الدائر والتقتيل اليومي الذي لم يتوقف منذ عام ونصف العام، ويتم على مرأى ومسمع من العرب أجمعين، ومن العالم بأكمله, علماً بأن هناك من يقوم بتغذية نيران التقتيل علناً، ويسعى إلى توسيع دائرته ليحصد الموت أكبر عدد من أبناء شعب عربي كان في طليعة أبناء الأمة عروبة وتضحية.
 وليس هذا هو العيد الوحيد الذي يمر على الأمة العربية وبعض أبنائها يتعرضون للقتل من أعدائهم أو من أنفسهم كما أنه ليس أول عيد يتم استقباله بمثل هذا القدر من الضحايا, فمنذ سنوات والأرض العربية تستقبل أعيادها في أجواء الاقتتال وبقدر كبير من الفتور وأحياناً اللامبالاة, فالأحداث الخطيرة والمتلاحقة التي تمر بها هذه الأرض تجعل إنسانها غير قادر على التعامل الجميل مع المناسبات، لهذا فقد تشابهت الأيام وتكررت ولم يعد فيها تلك الوقفات التي تضفي على الحياة قدراً من البهجة والتي كانت بمثابة الواحات الخضراء في قلب الصحراء, ولهذا سيكون من الصعب على أمة ترى أبناءها يتقاتلون ويدمرون أوطانهم بأيديهم وأيدي أعدائهم أن تعطي للمناسبات حتى الروحية منها ما تستحقه من احتفاء وابتهاج وشعور بالفرح، وإلاّ فإن تبلد الإحساس يكون قد بلغ منها مبلغاً مخيفاً.
 هكذا إذاً هو حالنا نحن العرب منذ سنوات مع الأعياد، ولا نخفي أن جانباً كبيراً من معاناتنا وما تلقاه أقطارنا قد جاء نتيجة حتمية لأفعالنا الخاطئة، وإذا كان الأعداء قد بالغوا في استغلال هذه الأفعال فإن اللوم لا يكون عليهم بل علينا، نحن الذين فتحنا لهم بأخطائنا وتصرفاتنا غير المسؤولة الطريق، وما أظنهم كانوا يحلمون بأن خلافاتنا وما يترتب عنها ستأخذهم إلى حيث يريدون. ولعل الأصوات المرتفعة في وجه الأعداء كان ينبغي لها أن ترتفع أولاً في وجوهنا، لأننا بأفعالنا الخارجة عن المعقول قد أطفأنا كل الابتسامات التي كانت تضيء الوجوه وتعكس ما كانت تختلج به الصدور من آمال وتصورات ومشاريع آنية ومستقبلية.
 وفي هذا المسار يمكن القول بأنه قد كان لكلمة العيد في حد ذاتها معنى كبير يجعل الملايين يطيرون فرحاً واشتياقاً إلى استقباله، والانخراط في طقوسه التي لا تكاد تختلف كثيراً من مكان إلى آخر، ولكن أين نحن الآن من ذلك كله؟ ولماذا كلما تقدم الزمن بالأمة تكاثرت همومها وتزايد قتلاها ولم تتمكن حتى من إيجاد هدنة مؤقتة لوقف القتال بين أبنائها الذين يخوضون المعارك الخطأ في الوقت الخطأ؟..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد