;
محمد أمين عز الدين
محمد أمين عز الدين

نحو صحوة راشدة 2164

2012-10-28 00:28:05


1.   نحو صحوة راشدة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، تسعى للتجديد في مسيرة العمل الإسلامي والارتقاء بخطابه، صحوة تعيد النظر في تفكيرها وطريقتها في ذلك،تنبذ الجمود والتقليد، ترفض الاستبداد وممارسة الوصاية باسم الدين،صحوة يتجنب أصحابها التحليلات السطحية والعاطفية،يجب أن نعيد للعقل مكانته العظيمة كأداة مهمة في فهم النصوص الشرعية،وتنزيلها التنزيل الصحيح على أرض الواقع،عندما غيب دور العقل أيها السادة بددت طاقات وعطلت مواهب، وغيبت حقائق،ولأننا اليوم على أعتاب مرحلة جديدة يجب التوجه نحو الإعلاء من شأن العقلانية،وعندما نقول العقلانية فذلك يعني عقلانية الفكر الواعي والمستنير المنضبط،الذي لا يتصادم مع قطعيات النص الشرعي وإنما يعضده ويكمله، فالعقل والوحي كجناحي الطائر،ولا يمكن للطائر أن يطير بجناح واحد، نحو صحوة راشدة يسودها ا لمحبة لا الفرقة، والعدل لا الظلم، والحرية لا الاستبداد، واليقظة لا الغفلة، والشورى لا الأنانية والتفرد، والوسطية والتوازن لا الغلو والتشدد، صحوة يكون شعارها الثقافة الشاملة، سمات أصحابها الخلق الحسن، والرفق والأناة، تنطلق تلك الصحوة من عمق الإسلام وعظمته وسموه، الانتماء للإسلام فوق كل الانتماءات وأشرفها وأنبلها..
2.   التجديد في الخطاب الإسلامي اليوم فريضة شرعية، وضرورة واقعية،فهو فريضة شرعية لتوقف وصول الكثير من أحكام الدين،ومبادئه على الوسيلة الراقية المستخدمة في نقلها وتبليغها للعالمين،وهو ضرورة واقعية باعتبار المرحلة التي نعيشها اليوم والوعي الذي أفرزته، وبالتالي: فلابد من الخطاب الذي يحترم هذا النضج الموجود، ويسعى للإعلاء منه، وتطويره،والتعايش معه، ما لم فسيظل الخطاب التقليدي منكفئاً حول ذاته،وسيصطدم أصحابه بالكثير من سياسات الواقع،ومستجداته، من وجهة نظري أيها الكـــرام ثورات الربيع العربي اليوم بددت كثيراً من العقبات التي كانت تحيل بيننا،وبين صوت الخطاب الإسلامي الذي يتسم بالشمولية والاحتواء، ويعلي من قيمة الإنسان ومكانته كأداة بناء وإعمار لهذا الكون، فإذا كان الأمر كذلك فهذا يحتم علينا إعادة النظر في إعادة تشكيل العقل المسلم، واعتماد الوسائل السوية في طريقة تفكيره، ونظرته للحياة، ولم لا وصنمية الاستبداد السياسي هي وراء كل آفة عويصة، ومعضلة جسيمة عطلت عقولنا وشلت حركتنا،وها هي اليوم تتحطم و تتهاوى معلنة بذلك ذهابها إلى غير رجعـــــــــــه، وهو الأمر الذي يجعلنا أكثر حيوية لاستلام الدور، وتحمل الراية من جديد فنعمل على نشر الخير وبذل النافع والمفيـــد،فنعيش الاستقرار الحقيقي الذي فطرنا الله عليه في ذاتنا، وفيه تعيش أمتنا معنا،.......
3.   ليس كل من لبس عمامة وارتدى جبة أصبح عالمــــــــــاً!وليس كل من حمل المسبحة وانعزل عن الناس كان زاهـــــــــداً،! العلم هو الخشية المقتضية الفقه في معرفة أحكام الدين،والفقه في تنزيلها التنزيل الصحيح على أر ض الواقع،العلماء الربانيون هم الذين تفزع لهم الأمة في مستجداتها ومدلهماتها ليكونوا في مقدمة الصفوف هداة مهديين،كما أن الزهد الحقيقي ليس كلمة تقال أو كما ذكرنا بل هو علم وعمل مع صفاء قلب وسلامة صدر و فاعلية لا تقوقعاً وسلبية، هكذا هو الإسلام وهكذا هي تعاليمه، نريد علماء بحجم الأمة لا بحجم أنفسهم، ونريد زهدا يجعل أصحابه نصب أعينهم الإقتداء بهدي محمد عليه الصلاة والسلام فلا ابتداع ولا انحراف،يجب أن تعاد الأمور إلى مجاريها في كل اتجاه من شأنه إعادة الأمة إلى مكانتها الحضارية والريادية كخير أمة أخرجت للناس ومن أهم مواصفات أصحابها،: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،فلا للظلم ولا للاستبداد وقهر العباد،..... لا للفساد العقائدي والاقتصادي والاجتماعي وكل فساد دمر الأمة وأركسها، لا يخاف في سبيل بيان ذلك مال أوجاه أو مصلحة شخصية أخرى زائلة، مشكلتنا أيها الأحباب اليوم كما يقول الإمام الغزالي في المتحدثين باسم الإسلام وليس في الأحاديث نفسها، فما أجملها من عبارة من رجل حكيم،لو كان هناك آذانا صاغية فيسمعها كل من تصدر لأمر الدين، وليس له من العلم إلا اسمه فقط !! إذ أن العلم الحقيقي ليس مجرد الحفظ والإحاطة بالعلوم فقط،وإنما هو كما ذكرنا آنفا من ورع وخشية وفقه حاذق في فهمه وتنزيله.
4.   التوازن في التربية بين العقل والعاطفة، والجسد والروح، ومن خلال ما سبق نصنع الشخصية الإيجابية السوية، القادرة على إدارة ذاتها، ومن حولها بمرونة، وحكمة راسخة، وما نلحظه اليوم من اختلالات في إطار الشخصية المسلمة، يعود إلى القصور في عملية التربية الإسلامية للفرد منذ نشأته، ما جعلنا كأفراد وأمة عموماً نعيش صراعاً داخلياً،وخارجياً، متعدد الجوانب،وهو ما يجعلنا اليوم نعيد النظر في إحداث التوازن في حياتنا،فنعيش سعداء، مؤثرين وفاعلين،وصولاً ـ وعلى ضوء ذلك ـ إلى صحوة شاملة من أدنى الهرم إلى أعلاه،.
* ـ المسؤول التنفيذي لحركة الحرية والبناء السلفية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد