العــدل أساس الحكم؟ أم أن الجريمة تستهـوي القضاء؟!.. رجاء الحكمي، فتاة يمنية أصيلة هي رجـاء صلت وتـراً في محراب الشرف وعنه دافعت، فكانت منبراً مقدساً للطهــر وعنواناً قدسياً للعفاف، أكـرم بها بنت الحكيمــي رجاء، قبلة يصلي فيها الشرف أمام كل نســـاء اليمن..
رجاء الحكيمي فتاة يمنية عروبية بها الشرف طوعاً اعترف فهنيئــاً يا رجاء مساحة المحراب وقدسية المنبر ولقب المدافعة عن الكرامة والشرف..
قضية شرف ترافعت عنها أمام جريمة القضاء المحامية والمدعي العام ووكيل المجني عليه الشرف السيدة رجاء.. رجاء الحكمي أيتها المرأة اليمانية السامقة في زمن الانبطاح، الغيورة على شرفها والذي هو شرف المرأة اليمنية بشكل عام.. هنيئاً لك كسب القضية وفضح الجناة من المجرم المعتدي إلى عصابة القضاة لقد استطعتِ كشف عورة القضاء وتعرية وجه العدالة في وطن يسوده قانون الغاب وتحكمه شريعة الظلم وزمرة الوساطات وفيروسات الفساد وسرطان الرشوة، وها أنتٍ تنتصرين اليوم على كل متفرقات الظلم المنتشرة في جسد الوطن اليمني وطن الحكمة والإيمان والشرف.
رجاء الحكمي المدافعة عن الشرف.. وحكم الإعدام المحامي عن الإجرام مع سبق الإصرار والتمدد في الجريمة.. قضية شرف عنوانها القدسي رجاء.. وحكم بالإعدام على الشرف أسمه اللفظي العدل ومصطلحه الورقي القضاء، فبأي آلاء العدالة وعرف التقاليد أنتم أيها القضاة - إن جاز لنا قول الإجلاء على الشرف- إعداماً تحكمون .. الجريمة مُثبتة بكل تفاصيلها الحقوقية على الجاني اعتـــداء على حرمة البيت والذي هو في مثل هذه الحالة كبيت الله الحرام له حرمته وقدسية الدفاع عنه وجوباً بكل قوانين البشر ورسالات السماء وجاء الإسلام ليجسد هذا المفهوم قولاً وعملاً..
الجاني من تبرءون فعله الشنيع تسلل متخفيــاً تحت جنح الظلام يسترق الخُطى، قاصداً فعل الجريمة في العفة والشرف جاء ومعه كل أدوات الجريمة ليكشف عن نيته.. فبربكم أيها القضاة يا من تمثلوا العدالة وتقتصون للمظلوم من الظالم كيف تصدرون حكم الإعدام القصاص بحق رجاء الشرف؟ إنكم بهذا تقتصون للجريمة، ترتكبون جرماً وتدافعون عن المجرمين.. وتجيــئون بالباطل مكشراً قبحه الآدمي ليزهق الحق، فبأي حق تغتالون العدل وتشيعون العدالة إلى مثواها الأخير.. (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)
إنكم بهذا العمل اللاأخلاقي تبشرون المجرمين بأن الجريمة لها مساحة في وزارة العدل ومكان في قدسية القضاء.. فلم لا وأنتم من أصدر الحكم بالإعدام على رجاء الشرف.. أنتم من اقتص للمعتدي على حرمة البيوت وهتك الأعراض وتدنيس المحرمات.. إنه مع الاحترام اللفظي حكم مدلس مشبوه الولادة، قيصري الإنجاب، حكم غير شرعي، ولد أخدج من رحم الوساطة وصلب ابن هادي مع احترامي لزمن كان فيه ابن هادي لا يساوم على أمور فيها تعدي على الحُرمات ومجرد المحاولة في تشويه سمعة الشرف.. قضاتنا الإجلاء راجعوا أنفسكم قبل أن تسومكم رجاء الشرف سوء المصاب وتلاحقكم القضية في الدنيا منكر الفعل وفي الآخرة لكم مع الله لقاء مرتين.. فأين المفر من عدالة السماء..
ها قد انتصرت عليكم رجاء الشرف، مقدمة كل أدلتها المادية والمعنوية وبكل فخر واعتزاز خاطبتكم دون خوف أو وجل من الإعدام صارخة في وجوهكم.. نحن لن نساوم على الشرف، إما أن نحيا به كرماء أو نموت دونه أعزاء.. فكنتم أنتم في حضرتها الطُلقاء وفي قضيتها الغرباء عن العدالة الجارحين للحق.
أيها القضاة إن جاز اللفظ بالأجلاء.. لقد أتـى الجاني بكل أدوات الجريمة, المقص, التخفي, التعدي سرقة الزمان, التردد على المكان قاصداً - دون التماس عذر له- ارتكاب جريمة الزنا بحق الشرف والإباء، فكانت له رجاء الشرف بالمرصاد كي تثنيه عن جرمه قاصدة التخويف.. فكانت عدالة السماء تنتظره لتقتص منه فكان عقابه وكفى.. ولم تكن رجاء الشرف تعلم أنكم سوف تقتصون للجريمة من الشرف، أنكم سوف تحاكمون المدافع عن الكرامة وتحكمون على العزة بالإعدام؟! ونتاج طبيعي أن تحاكمكم اليوم رجاء الشرف أمام وسائل الإعلام المختلفة، مقروءة ومسموعة ومرئية، لتعلن من خلف قضبان الظلم أحقيتها في الاستحقاق المقدس للقب رجاء الشرف، فينتصر لها الشارع اليمني مفاخراً بها القضية، معتــزاً بفعلها وتنتصر لها وسائل الإعلام مجسدة حضورها في قلب الحدث لتجعل من قضيتها المقدسة حديث الحرية والأقلام الحرة ومنبر الحوار في منتدى العدل والإنصاف، فلا ضير هنا أيها القضاة.. والقضاء أن تنتصر عليكم جهراً رجاء الشرف، فبيديها الشريفتين تعظ على نواجذ الحق.
إنها رجاء الشرف تنتصر عليكم اليوم فهي حقاً تمتلك من القوة والحجة ما تفتقرون أنتم والجاني والقاصي والراضي، إليه من دفاع عن فعلكم بإعطاء الباطل صك غفــران وتبرأة فعله المخل بكل القوانين والأعراف والشرائع والأعراف، فالإعلام اليوم هو المدعي العام المستقل المترافع عن قضية رجاء الشرف والجماهير المتابعة للقضية هي هيئة الدفاع.
وهنا يحق لي أن أؤكد على انتصار رجاء الشرف على مساومة القضاء، فرفقاً بأنفسكم.. وثقوا أن رجاء لن تُعدم مادام السلطة الرابعة مدعيها العام والشــارع محاميها والحق يلازمها مؤيدها.. فأنتم من ستحاكمون أمام الحقيقة وسينال حكمكم مصيره في الإعدام والاقتصاص للعدل وأهله، ولسوف تنال رجاء الشرف استحقاق لقب المدافعة عن الشرف.. وتمنح من قبل العدالة جائزة الكرامة لتهديها إلى كل الحرائر بشـراكٍ رجاء الشرف، إن غداً لبراءتك لقريب.. وإنه لعهد جديد في وطننا اليمني الحبيب تراقبه السلطة الرابعة وتقتفي أثر الحقيقة دفاعاً عنها وانتصاراً لدورها المقدس في الدفاع عن الحريات ونصرة الحق المظلوم أياً كان موقعه فهو مواطن يمني حقه المشروع في الدفاع عن نفسه.. فما بال رجــــاء وهى تدافع عن شرف الحياة وتردي الجريمة صريعة، في حكم ما يسمى القضاء معتلة في تابوت الوباء.. لن تعدمي رجاء.. فلن يعدموا الشرف.. ألا ساء ما يحكمون.
* شيفيلد المملكة المتحدة
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة
رجاء الحكمي وجريمة القضاء 1800