;
د/ عبدالله الفضلي
د/ عبدالله الفضلي

من الثورة ضد الإمامة والاستعمار إلى الثورة ضد الإرهاب 2102

2012-10-26 23:54:33


ونحن نحتفل ونحتفي بالعيد الذهبي لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة والعيد التاسع والأربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر نتذكر ما قدمته الثورة اليمنية الخالدة من منجزات عظيمة وما أحدثته من تغيير جذري في سلوكيات وحياة وأخلاقيات أبناء الشعب اليمني، كما غيرت من أحوال الناس في جميع المسارات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية وأخرجت الشعب اليمني من ظلمات ثلاث الجهل والفقر والمرض، بالإضافة إلى التخلف وجعلته شعباً أكثر وعياً وأكثر فهماً وأكثر استيعاباً للواقع وأكثر صحة ومعيشة مما كان عليه في العصرين الإمامي والاستعماري.
إن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر تعد علامة مضيئة وشمساً ساطعة وقمراً منيراً ونجماً ساطعاً بازغاً في سماء اليمن أنارت لهذا الشعب طريقه إلى النور والعلم والثقافة والوعي ولولا قيام الثورة في أوائل الستينيات من القرن الماضي لظل الشعب اليمني مرتهناً ومأسوراً وجاهلاً وأمياً ولظل متخلفاً إلى ما شاء الله عن مواكبة ومسايرة التطورات في العالم أجمع.
ونحن هنا وفي هذا التناول السريع لسنا بصدد رصد وتتبع ما أحدثته الثورة اليمنية في حياة الشعب اليمني من متغيرات ونقلات نوعية لأنها شاهدة على إنجازات الثورة في قمم الجبال وفي بطون الأودية وفي كل مدينة وقرية وصلتها خيرات الثورة ومنجزاتها وعطاؤها ولا ينكرها إلا جاحد أو منكر ولم تكن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر تضع في حسابانها أن هناك من سيأتي بعد خمسين عاماً من قيام الثورة من يهدم منجزات الثورة ويشوه هذه المنجزات من قبل فئات ضالة من المارقين والخارجين عن إجماع الأمة فهناك فئة تدعي لنفسها أنها الفرقة الناجية من النار وهي التي تعرف بتنظيم قندهار أو حيدر آباد أو إسلام آباد (تنظيم القاعدة) تعمل على أساس أن من يتعامل مع الغرب سياسياً واقتصادياً وسياحياً وثقافياً ومالياً وصحياً بأنه كافر ويجب القضاء عليه وأن دخول السياح من الأجانب إلى البلدان الإسلامية يعد حراماً ويجب إبادتهم وقتلهم جميعاً وأن وجود رعايا وسفراء وملحقين أجانب يخدمون مصالح بلدانهم يعتبر كفراً وحراماً وينبغي طردهم وقد تناسى هؤلاء الغلاة أن هناك ملايين من المسلمين يعيشون في بلدان أجنبية ولهم عاداتهم وتقاليدهم ومساجدهم ومدارسهم وعقائدهم لم يمسوا بسوء ولم يهجم على مساكنهم أحد من الكفرة الأجانب ولم يسلطوا عليهم من يدمر مساجدهم أو مدارسهم أو نسف سفاراتهم بسيارات مفخخة أو متفجرات أو أية أسلحة أخرى.
إن هذه الفئات التي ظهرت في القرن العشرين وفي العقد الأول من الألفية الثالثة هي فئات ضالة مارقة ومتحجرة ومتطرفة ومتخلفة تخلفاً عقلياً وثقافياً ودينياً.
أرأيتم ما فعلت هذه الفئات الضالة المتخلفة في أفغانستان بعد خروج الجيش الروسي، وكيف حولوا أفغانستان المستنيرة إلى كهوف مظلمة تعيش عصراً متخلفاً كالعصر الحجري لا علم ولا ثقافة ولا تعليم ولا كهرباء ولا حاسوب ولا تكنولوجيا، لأنها من المحرمات التي صنعها الكفرة، وقد منعوا المرأة الأفغانية من ممارسة أي عمل خارج المنزل ونسوا أن المرأة جزء لا يتجزأ من الحياة، وأن المرأة المتعلمة والأم المتعلمة هي مدرسة لأولادها ولمجتمعها وقد مارست المرأة العربية في عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعهد الخلفاء الراشدين كل أنواع المهام في الحياة إلى جانب الرجل، فهي محاربة إلى جانب الرسول، وهي ممرضة ومرشدة وواعظة ومحدثة ومعلمة ومجتهدة، ومستنيرة وأديبة وشاعرة ومؤلفة، ولكن الظلاميين من تنظيم القاعدة خلفوا مبادئ الدين وأحرموا المرأة العربية المسلمة من حقوقها وسلبوها إرادتها وجعلوها في البيت كإحدى الجواري أو التحف لا حقوق لها ولا تعليم لها، ولا عمل لها خراج المنزل وصادروا حريتها في الاختيار والتعبير عن مشاعرها وأحاسيسها وأفقدوها ثقتها بنفسها... هؤلاء الظلاميون يريدون أن تتحول بلادنا المسلمة المؤمنة الآمنة المستقرة إلى قندهار أخرى أو إسلام آباد أو بغداد تعيش على التفجيرات والسيارات المفخخة لقتل عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء في البلدان الإسلامية، لأن هذا في عرفهم هو الجهاد.. ولكن هيهات فلم ينالوا ما يريدون وسيواجهوا بإرادة شعبنا الأبي وقوة وصلابة أبطال قواتنا المسلحة والأمن الميامين...
ونحن نعيش أجواء الاحتفال بالعيد الذهبي لثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام1962م وندعو كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني أن تقف وقفة تأمل ووقفة رجل واحد أمام هذا الخطر الإرهابي الذي يهدد مصالحنا جميعاً ويهدد حياة أبنائنا في المدارس، ويهدد جنودنا وضباطنا الحارسين على أمن واستقرار هذا الوطن، ويجب علينا جميعاً كمجتمع يمني متآلف ومتضامن ومتضافر أن نقف موقفاً واحداً لسحق الإرهاب والإرهابيين أينما وجدوا وأينما كانوا لأن هؤلاء الفئة الضالة لا يفرقون في إرهابهم بين أطفال المدارس، وجنود الأمن العام والقوات المسلحة والمواطنين والأبرياء فهم يريدون أن يدمروا اقتصاد البلاد والقضاء على السياحة وتدمير المنشآت النفطية والدوائر الحكومية الهامة من أجل ضرب البلاد وخرابها وإفقارها.. وإفقار الناس لتتحول بلادنا إلى بؤرة للإرهاب والإرهابيين خاصة لو أزداد معدل الفقر بين الأسر والتعطل عن العمل لدى الشباب، هذا هو ما يهدفون إليه من خلال أعمالهم الإرهابية التي لا تمر مناسبة وطنية ونحن نحتفل بها إلا وأرهبوا الناس وبثوا فيهم الذعر والرعب بعمل تخريبي إرهابي لا يصيب إلا الأبرياء من أبناء جنسهم قبل استهداف أعداء الوطن أو أعداء الإسلام والمسلمين الذين يتربصون بنا الدوائر.
فالإرهاب قد صار اليوم ظاهرة عالمية واليمن هو جزء من هذا العالم، وعلينا جميعاً مواطنين وأساتذة جامعات وتربويين وصحفيين ونقابيين ومهن حرة ومنظمات مجتمع مدني واتحادات وشباب وطلاب واتحاد نساء علينا جميعاً أن ننبذ الإرهاب وأن نمنع حدوثه وأن نقف مع الأجهزة الأمنية المختصة في خندق واحد متضامنين ومتكافلين ومتماسكين، وأن نقف صفاً واحداً في وجه الإرهاب بصرف النظر عن أية خلافات سياسية بين الأحزاب السياسية.
فنحن جميعاً مستهدفون في حياتنا المعيشية فهل ننتظر أكثر من هذا حتى يدمروا بلادنا بهذه الأعمال الإرهابية الجبانة بالتأكيد وحتماً مصير الإرهابيين الفناء الأبدي..!

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد