نعرف جميعاً ذلك الطفح النفسي الذي طالما اعترى النظام السابق جراء أي شيء يمت بصلة للرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، وخصوصاً اسمه .
ونعرف أنه لا وجود لأي مرفق رسمي وخدمي يحمل "اسمه "بما في ذلك المدرسة التي بنيت في عهد الرئيس الشهيد وتعرضت -لاحقاً- للطمس والتجيير .
وما لا نعرفه هو أن ثمة خرابة في جبلة اللواء الأخضر تدعى مدرسة الشهيد الحمدي، ستنهار على رؤوس طلابها بالتزامن مع الذكرى الخامسة والثلاثين لاغتيال الرئيس الخالد .
السؤال هو: كيف ظل اسم الشهيد الحمدي متربعاً مدرسة حكومية كل هذا الوقت ولماذا انهارت المدرسة في هذا التوقيت المؤلم، علماً بأن بائع بطاط وسحاوق من "جبلة " ذاتها لبث في السجن بضع سنين، قبل سنوات بعد أن قبضت عليه السلطات متلبساً أو ملتبساً (الله اعلم) وهو –أي البائع – لا يعلم أن تعليقه صورة الشهيد الحمدي على واجهة عربيته سيثير لدى "السلطات "حساسية سياسية وطفحاً ما وقد أدرك مؤخراً أنه يبيع الوجبة المفضلة للشهيد الحمدي وأن وجود الصورة والوجبة على عربية واحدة مما يزعزع الأمن والاستقرار للبلد وينبش في ذاكرة محبي الشهيد مواجع اللحظة الأخيرة .
وربما كان من قبيل النكاية الرسمية في السماح لاسم الشهيد الحمدي أن يكون هوية لخرابة تربوية فيما وراء الجبال البعيدة في جبلة .
وربما كان انهيار المدرسة في هذا التوقيت الحساس احتجاجاً وإعلاناً عن جريمة اغتيال إضافية لاسم شهيد كان جديراً بأن ينقش على وجه القمر، لا أن يوضع على ناصية إسطبل بشري .
وربما حادث الانهيار جاء في وقته المناسب، إيذاناً بأن اسم الشهيد الحمدي يدخل الآن مرحلة رد الاعتبار والنقش بماء الورد والذهب على جدران المستقبل .
عبدالرزاق الحطامي
مدرسة الحمدي 2082