ما لا شك فيه أن إجراء الحوار الوطني بين كافة الأطراف قضية مهمة جداً وضرورية ولكن لا يمنع خلال الإعداد والتجهيز للحوار أن تقوم السلطة بمهام عديدة لها أهميتها في حياة المواطن اليمني البسيط هذا المواطن في مختلف مناطق اليمن يعاني من العديد من القضايا والمشاكل يفترض أن تكون في قمة الأولويات للسلطة.. ولعل من أهمها وأخطرها مسألة غياب الأمن والأمان في الأغلب إن لم نقل كافة المدن والقرى اليمنية، فغياب الأمن وعدم قيام الأجهزة الأمنية بدورها المفترض أدى إلى وجود صراعات ومشاكل بين الناس ولأسباب متعددة.. لعل من أهمها ظاهرة انتشار الأسلحة في الشوارع والأسواق، فهذا ما يؤدي في الغالب إلى إطلاق النار بين من بينهم قضايا ومشاكل، فلا يكاد يجري يوم لا نرى أو نسمع إطلاق نار وسقوط قتلى وجرحى، إضافة إلى ظاهرة التقطع ومن المؤسف أن هذه التقطعات ليست في خطوط وطرق بين المدن وبعيدة عن المساكن وإنما تتم في شوارع المدن ليلاً.
فأين دور الأجهزة الأمنية لحفظ الأمن وإيجاد الأمان وهذا ما يوجب على السلطة وخصوصاً حكومة الوفاق الوطني أن تتخذ إجراءات صارمة لإيقاف هذه الظواهر السلبية بداية من حمل السلاح وصولاً إلى إيجاد أمن وأمان للمواطن البسيط الذي يريد أن يعيش في أمن واستقرار، فالأمن له أهميته التي لا غني عنها.. الأمن ثم الأمن، ثم الأمن.
وإذا ما انتقلنا إلى قضية أخرى تمس حياة كافة المواطنين في عموم اليمن الحبيب وهي قضية الوضع المعيشي والاقتصادي الذي يعيشه أبناء الوطن فنجد أن الفقر والفاقة طحنت وتطحن السواد الأعظم من الناس في هذا البلد الحبيب، الغلاء وعدم وجود رقابة لضبط الأسعار وترصدها بين المحلات، إضافة إلى قلة الدخل والبطالة يؤدي إلى إيجاد مشاكل لا حصر لها، الأمر الذي يوجب على الحكومة أن تأخذ هذه القضية بعين الاعتبار لإيجاد الحلول والمعالجات اللازمة التي من شأنها أن تخفف من الحمل الثقيل الذي أثقل كاهل المواطن البسيط الذي يعاني الأمرين من الجوع والخوف فكما قال عز من قائل ((الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)).. لأن هذه القضايا هي أهم ما يبحث عنه أي إنسان في الدنيا، فالمواطن المسحوق لا يهتم ولا يعرف ما هو شكل النظام السياسي هل هو برلماني أو رئاسي كما لا يهمه كثيراً أن تكون الانتخابات بالقائمة النسبية أو بالمقاعد الفردية..
وغير ذلك من القضايا والمصطلحات التي لا يعرفها أغلب أبناء اليمن الحبيب ولا يتهم بها بقدر ما يهتم بالوضع المعيشي والأمني فلا بد لحكومة الوفاق أن تأخذ هذه القضايا بعين الاعتبار ونضعها في سلم أولويات هذه المرحلة لكي يلمس الناس تحسن الأوضاع وإيجاد فارق بين الحاضر والماضي.
معمر محمد البتول
أولويات لا بد منها 1617