ظّل عبده الجندي – القيادي الناصري سابقاً، وناطق حزب المؤتمر الشعبي حالياً- لأكثر من عام يّرتل تعويذاته، ويوزع انتقاداته واتهاماته لهذا الطرف وذاك، دون خجل أو وجل أو عمل أي حساب لمرحلة التوافق والوفاق التي يشهدها الوطن.. والتي تتطلب من الجميع الابتعاد عن التعبئة الإعلامية، وانتهاج سياسة معتدلة، وخطاب إعلامي توافقي يواكب متطلبات المرحلة الراهنة.. لكن الجندي وغيره من المحسوبين على صالح وعلى الطرف الأخر أيضاً لم يعوا ذلك جيداً واستمروا في تأجيج الوضع، وتعميق الخلافات بين الأحزاب والجماعات، من خلال مؤتمراته الصحفية التي يعقدها كل يوم أربعاء.. والتي تحولت من مادة ترفيهية فكاهية لا تخلو من المرح والتسلية خلال الأشهر الأولى للثورة الشبابية إلى مادة تحريضية ضد المرحلة الانتقالية.. فالجندي الذي يتكلم بتلقائية مقيتة مصحوبة بطبقات صوت متضاربة تخفت وترتفع فجأة..أستطاع من خلالها أن ينفس على أنصار صالح، الذين اعتادوا مشاهدته كل يوم أربعاء.
تقول الوسائل الإعلامية المقربة من المطبخ الرئاسي إن الرئيس هادي وجه بإلغاء مؤتمراته، وهو ما يمكن أن نفسره من خلال مرور أسبوعين من دون ظهوره المعتاد، وهذا الأمر إن تم بالفعل فهو جدير بالاهتمام، كون الرئيس هادي يفهم ويدرك أكثر من غيره خطورة تأجيج الوضع، وتعبئة الناس عبر وسائل الإعلام في مرحلة توافقية، تستدعي الابتعاد عن التراشق السياسي، والصراع الحزبي، والشعور بالمسئولية التاريخية، والعمل على ترطيب الأجواء وتلطيفها، وتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية، والابتعاد عما يُعكر صفوة العملية ألانتقالية، والتحريض على العنف، وتعميق الخلافات المذهبية والطائفية وغيرها. كما تتطلب من وسائل الإعلام (بشكل عام) أن تكف عن الضجيج المفرغ وان تتبنى توجهاً إعلامياً وخطاباً يواكب المرحلة ويخدمها لا أن يعقد الأوضاع ويثير المشاكل و يوسع رقعتها.
موسى العيزقي
الجّندي.. والحرص على التعبئة 1628