بعد أكثر من عام ونصف على الثورة المباركة اتضحت الصورة بعض الشيء وصار جلياً أن سياسة المخلوع تعتمد على إشغال الرئيس المنتخب وحكومة ما بعد الثورة بمشاكل أمنية مكثفة هنا وهناك واغتيالات لقيادات في جيش الثورة وبعمليات تخريب وأعمال قتل وبلطجة في كل اليمن،حتى تنشغل الحكومة والرئيس عن حل المشاكل الخدماتية والحقوقية والحياتية والكوارث التي خلفها المخلوع وعائلته للشعب،والتي يأمل الناس من الحكومة حلها كأولويات هامة الآن.ترى هل يعلم الرئيس هادي وباسندوة بهذا الفخ الذي ينصبه المخلوع علي صالح وعصاباته كل يوم وكل ساعة لهم؟ وإن كانوا على علم..
ترى ماذا فعلوا لردعه وإيقافه عند حده؟!نأمل نحن الشعب أن يتكرم الرئيس هادي علينا بالشفافية المطلقة، فهي أول ما نتمناه منه الآن، وأن يضعنا نحن الشعب في الصورة،وحبذا لو يلتزم بعقد مؤتمر صحفي أسبوعي أو نصف شهري مثلاً ليطلع الشعب على كل جديد وبما يتم انجازه أولاً بأول،ويطلع الشعب على خفافيش الظلام الذين يدمرون البلاد ويعرقلون مسيرة الثورة وبناء اليمن الجديد ويعلنهم للشعب بالاسم فرداً فـرداً ليحاسبوا أمام الشعب وليرتدع الآخرون، أما أن يستمر الحال على ما هو عليه،ويستمر التستر عليهم ومراعاة مشاعرهم (إن كان لهم مشاعر)فهذا خطأ، وسنظل بهذه الطريقة في مكاننا لن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام،وهم (بقايا النظام الفاسد) ماضون ومستمرون في تخريب حياتنا ومستقبلنا،والرئيس هادي ومعالي الأستاذ باسندوة مستمرون في التغطية عليهم وتحاشي المواجهة معهم ومحاسبتهم وكأنهم لا زالوا فوق القانون والمحاسبة، يجب أن تفهم قيادة ما بعد الثورة أن الشعب اليمني لم يقم بثورة حتى يظل هؤلاء فوق القانون والحساب.. بل أصلا لم تقم الثورة المباركة إلا لتتم محاسبة هؤلاء الظلمة الذينأفسدوا في اليمن وعاثوا فيها خراباً.على رئيس الجمهورية أن يعلم أن كل هذا التقاعس والتردد لا فائدة منه،مما انتم خائفون يا قيادتنا الجديدة؟ ورائكم شعب 25مليون ثائر،سيحميكم وسيكون معكم ويوقف كل مفسد ومعيق لبناء اليمن الجديد الذي ينشده كل اليمنيين عند حده،نعم الشعب كله وراءك أيها الرئيس هادي وأعطاك كل الشرعية والقوة ومنحك كل الصلاحيات..
همسة صغيرة في أذن قيادتنا الجديدة: لا تنتظرون الدعم من الخارج، فما المؤامرة أصلا إلا من الخارج،لقد وضح بما لا يدع مجالاً للشك أنهم يدعمون المخلوع وعائلته ويوفرون لهم الحماية،وإلا ما تفسير عدم إصدار مجلس الأمن إلى الآن أي قرار إدانة واضح وعقوبات على المخلوع وأبناءه وأركان حكمه؟هم تعهدوا بفرض عقوبات صارمة وواضحة على كل طرف يعيق تنفيذ مبادرتهم المشئومة،وهم أيضاً (دول الخليج وأمريكا وأوروبا) على علم أكثر منا انه هو(المخلوع) من يقوم بتفجير أنابيب النفط وأبراج الكهرباء وبدعم وتمهيد من أبنائه شخصياً تمت عملية السبعين والشرطة،هم(رعاة المبادرة) يعلمون ذلك أكثر منا فأجهزتهم الاستخباراتية القوية ترصد كل ما يجري في اليمن،ومع هذا لم يجمدوا له دولاراً،ولم يفرضوا عليه إلى الآن أي عقوبة.وبعد كل هذا يا قيادتنا السياسية لا يصح أن تظلوا تؤملون في الخارج أن يدعموكم ويساعدوكم! فهم يا سادة يدعمون المعسكر الآخر ويحمونه،فافهموها وانتبهوا واغسلوا أيديكم منهم،فالرئيس هادي لم يأخذ منهم إلا الكلام أما الفعل فإنهم يفعلونه لمصلحة المخلوع.واللبيب من يفهم الإشارة.ولقد فضح الله أحدهم وهو السفير الأمريكي بصنعاء وزلت لسانه قبل أشهر حين قال إن(من حق أحمد ويحيى وباقي الأبناء أن يرشحوا أنفسهم بعد عامين أي بعد انقضاء الفترة الانتقالية!) أي يعودوا للسلطة من جديد. هكذا يقولها السفير الأمريكي بكل بساطة كأن الشعب اليمني لم يقم بثورة على هؤلاء، استهزاء من الأمريكيين (الرعاة المحايدين) بكل تضحيات الشعب اليمني وبكل الدماء التي سالت على محراب الحرية والكرامة التي ضحينا لأجلها بخيرة شبابنا وأبناءنا.
لكم الله يا شباب اليمن العظيم بكل تضحياتكم العظيمة وبطولاتكم وصمودكم في مواجهة الظلم والظالمين..وقفتم بصدور عارية..لم تخافوا..لم يهتز لكم رمش أمام الموت..بينما الآخرون الآن يخافون من مجرد كلام في وجه ظالم..يخافون من مجرد قول:(قف عند حدك..كف عن تخريب اليمن..يكفي 34 عاماً من تخريب).
إن هذا الوقت بالذات يحتاج إلى تلاحم كامل بين القيادة والشعب،وستشكل مصارحة الرئيس هادي واطلاعه للشعب بكل من يقفون ويعيقون بناء يمننا الجديد سواء المخربين الصغار أو الكبار وفضحهم بالاسم أمام الملأ بالداخل والخارج هذا سيشكل عامل ردع كبير للبقايا والمرتزقة الذين يستعينون بهم في تنفيذ عمليات التخريب والقتل والتفجيرات،وسيفكرون ألف مرة قبل أن يقدموا على أي عملية تخريب في البلد لأنهم سيكونون مكشوفين أمام الجميع..وسيقوم المواطنون في كل محافظة بإيقافهم والقبض عليهم..فهل يستجيب الرئيس المنتخب للشعب؟! أم أنه لا يرى، شعب اليمن الثائر العظيم الذي أجلسه على الكرسي محبة ورضا يستحق منه أن يخاطبه وجهاً لوجه بشكل دائم وواضح؟ سؤال بحاجة إلى إجابة من الرئيس شخصياً.
فلاش : من هذا النافذ والشيخ المدعو (الباشا) الذي يفسد ويعذب ويختطف ويقتحم أماكن عامة وخاصة ولديه سجون خاصة يسجن فيها كل من يرفض ابتزازه وجبروته ويعاني المواطنون من ظلمه واستبداده،أين حكومة الثورة من مثل هذا المستبد؟هل قمنا بثورة واقتلعنا الطاغية الكبير حتى يظل الطغاة الصغار الذين رباهم الطاغية المخلوع..هل ندعهم يعبثون في مدن وقرى اليمن من أقصاه إلى أقصاه؟! نناشد الرئيس ومعالي رئيس الحكومة بإيقاف هذا المستبد عند حده وحبسه ومحاكمته ورفع ظلمه عن المواطنين،وإلا فأنتم شركاء معه في جرائمه وراضون عن أفعاله،فالشعب الثائر ينتظر منكم تصرفاً حازماً تجاه هؤلاء الظلمة، فأمثال هؤلاء المستبدين هم السبب في اندلاع الثورات عبر التاريخ،فافعلوا شيئاً وإلا فسيكون للشعب ثورته الأخرى التي ستقتلعهم وتقتلعكم أنتم أيضاً.
فلاش أخير : تداولت وسائل إعلام قبل فترة شائعات عن أن الرئيس منصور هادي قام بتعيين أقاربه وأبناء منطقته في مناصب عديدة،وانه تأكد تعيين كثير من الأقارب بمناصب هامة بالدولة بدلاً من الاعتماد على الكفاءات...لا ندري صحة هذه الأخبار..وهذا سؤال بحاجة لإجابة عاجلة من الرئيس حتى يتم وضع حد لهذه الشائعات،ولكي لا تتأثر صورته أمام شعبه الذي تفاءل فيه خيراً،وسيصدم كثيراً إن ثبتت صحة هذه الشائعات.
leena355@yahoo.com