;
نور الدين محمد علي
نور الدين محمد علي

أعداء الوطن (1) 1914

2012-10-25 01:56:37


انتشرت في الآونة الأخيرة في كثير من مناطق اليمن شعارات الأخوة الحوثيين الشيعة الاثنى عشرية وهو "الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام"، والشعار بحد ذاته جميل وقد رأينا تفسيرات للشعار مكتوبة في جدران أمانة العاصمة وهو أن لهذا الشعار الأثر العظيم في إدخال السرور على المسلمين وإخافة اليهود والأميركان، وهنا نقول لأخوتنا الشيعة الحقيقة المرة وهي أنكم حقاً أدخلتم الشرور على المسلمين أما اليهود والأميركان فلا يسكنون صعدة ولا أمانة العاصمة ولا حرف سفيان ولا حوث لا حجة ولا غيرها من مناطق اليمن فالموز لأميركا والورد لإسرائيل والنار ولنا الدمار والموت.
فلقد سفكتم في جبال ووديان صعدة دماء أكثر من عشرة آلاف مسلم موحد، يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وحماته الميامين، لم يقتل أميركي ولا يهودي إسرائيلي لأنهم ببساطة لا وجود لهم بيننا ولا ندري لماذا سفكت كل تلك الدماء ورملت الآلاف من النساء ويُتم عشرات الآلاف من الأطفال كل هؤلاء عملاء لأميركا وإسرائيل؟! هل ما يقرب من مائة وخمسين ألف مشرد من صعدة وحجة عملاء لأميركا وإسرائيل؟!.
أنا أتساءل أين ذهبت العقول؟ هل ظلت الطريق؟ ألا يوجد فيكم رجل رشيد؟! هل يعقل أن رجلاً مهنته البناء عميل لأميركا وإسرائيل حتى يقتل بهذه الطريقة الوحشية على مسمع ومرأى من الناس في مقتله؟! عذراً كيف أن جهازكم الأمني اكتشف وبما لا يدع مجالاً للشك أن الرجل كان يتواصل مع المخابرات الأميركية والإسرائيلية بواسطة المطرقة التي كان يحملها وكان يبلغ عن استعداداتكم الحربية لتحرير المسجد الأقصى من دنس اليهود في قفلة عذر، أكيد أن الوحي نزل على قائدكم في حرف سفيان أن قتل شابين من طلبة العلم كانا متجهين إلى دماج سوف يعمل خروج المهدي من السرداب وأن الشابين كانا يتظاهران أنهما من يافع والحقيقة أنهما من يافا بإسرائيل.
أيها الأخوة الشيعة لو كان الاتهام جزافاً بالعمالة والخيانة فكان أولى بالسنة أن يتهمونكم أنتم بالعمالة لإسرائيل فأنتم تحكموا سوريا لأكثر من أربعين عاماً والجولان السوري محتل ولم تقرحوا طلقة واحدة لتحريره.. وأنتم الآن تدكون قرى سوريا بالمدفعية والدبابات والطائرات وبلا هوادة بالله عليكم من أولى بأن يتهم بالعمالة والخيانة؟!
وما أظنه وإن بعض الظن إثم أن الأخ/ عبدالملك الحوثي وعلماء الشيعة في اليمن قد رأوا في منامهم بأن أجدادنا كانوا من مناصري يزيد بن معاوية حينما أرسل جيشاً لقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما وأن الكوفة هي الجوف ولربما حجة وأنتم تثأرون لمقتل الحسين؟!.. فالتاريخ يشهد لليمنيين ومنذ بزوغ فجر الإسلام أنهم من ناصر الرسالة وكانوا أنصار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه في الجنة وأبو موسى الأشعري كان في جيش علي بن أبي طالب وكان الأشعث بن قيس الكندي الحضرمي هو من اخترق جيش معاوية وسمح لجيش الأمام علي بأن يستسقوا من ماء الفرات.
إن من غدر بالحسين بن علي هم أهل العراق الذين بايعوه وألحوا على وصوله إليهم ثم غدروا به وتركوه مع نسائه وأطفاله يواجه مصيره لوحده وليس لليمنيين ذنب في هذا، فالذنب هو ذنب ولاية الفقيه وذنب المال المدنس وذنب العمائم السوداء وذنب السياسات العقيمة الهوجاء التي أوصلت اليمن إلى ما وصل إليه.
وفي الطرف الآخر ظهرت جماعة أخرى منذ أكثر من عشر سنوات تطلق على نفسها أنصار الشريعة أو ما يعرف بتنظيم القاعدة وهي لا تقل في أعمالها الإجرامية وأفعالها عما يعمله الشيعة في صعدة والمحافظات المجاورة لها، بل إنها أكثر فظاعة ووحشية، وهم بالحقيقة لا يمتون إلى شريعة الإسلام بصلة، فبينما شعاراتهم تتوعد أميركا والأميركيين إلا أن أفعالهم تختلف تماماً عن أقوالهم وشعاراتهم فهم يثخنون الجراح بأمة التوحيد شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وما فعلوه من مجازر ومذابح لأبناء الشعب اليمني يندى لها الجبين ويجعل الحليم حيران ولا ندري هل زنجبار هي عاصمة أميركا أم هي عاصمة محافظة أبين وأهلها مسالمون، فأنتم لم تفعلوا بأميركا شيئاً بل جلبتموها إلينا، ونقول لكم وبملء أفواهنا إذا كنتم صادقين وتحبون الجهاد حقاً فهاهي أرض فلسطين المغتصبة غير بعيدة أرونا بطولاتكم اذهبوا بعملياتكم الانتحارية لكي ترهبوا اليهود ويرحلوا عن أرضنا وقدسنا، ونقول لكم أيضاً إن قدوة المسلمين هو رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولن يكون قدوتنا بأي حال من الأحوال لا أيمن الظواهري ولا حسن بن شعيب مفتي القاعدة ثم مفتي الحراك الانفصالي وأخيراً مفتي علي سالم البيض.
ومن هنا نريد أن نخاطب من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ماذا جنيتم بقتل اللواء الشهيد البطل/ سالم قطن وماذا جنيتم بقتل العقيد/ حسين الشبيبي والعقيد جلال العثماني وماذا جنيتم بقتل مجند في ميدان السبعين وتلك الجريمة البشعة التي هزت ضمائر الإنسانية جمعا، وهل قتل مسلم موحد في ليلة عيدالفطر وهو صائم ثم قتله تقرباً إلى الله؟ أي شريعة تلك التي تتكلمون عنها وهل تصدقون يا شباب اليمن المغرر بهم أن هؤلاء يرفعون راية الإسلام؟ وأذكر حديث رسول البشرية النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم "لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم" وهل إقامة الشرع بالذبح والقتل، فقد ظللتم الطريق وسرتم في طريق أعداء الدين والوطن وشريعة الله تسود بقوله تعالى "وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) (وإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) وشريعة الله تسود حينما نقتفي حديث رسولنا الكريم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
وفي محطتنا الأخيرة نعتقد أن سكوت العلماء والدعاة عما تعمله تلك الجماعات والفئات جريمة كبرى وجريمة لا تغتفر وعليهم أن يبينوا لشبابنا حقيقة الدين وتعاليمه العظيمة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وإن كل من يدعم تلك الفئات سواء كان بالمال أو السلاح أو يهيئ لها المأوى فهو عدو للوطن بل عدو للإنسانية جمعاء.. والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد