رغم كل المصاعب والجراح التي تنهش الوطن سنقول بأعلى أصواتنا (آنستنا يا عيد) وسيبقى العيد بفرحته ونكهته اللذيذة وإن كانت حياتنا علينا قاسية! سيزهو الفرح بين الكبار والصغار وسيحلو اللقاء ويتعانق الأهل والأصحاب والأحباب يفشون السلام و التسامح فيما بينهم, لن نيأس, ولن نمل ,ولن نضجر من طول الطريق الوعر المعبد بالأحجار والصخور.
سنفرح بعيدنا رغم الصراع السياسي والتمرد العسكري الذي يمر به الوطن,لأن اليأس والإحباط ليس من أخلاقنا وليس من طبعنا وثقافتنا,لقد عجز البعض اليوم من توفير الاحتياجات المعيشية لأسرهم وكساء العيد لأولادهم, وشراء الأضحية وذلك نظراً "للغلاء المشتعل نارا”والتدهور الاقتصادي، لكنه يؤمن بالوطنية أفضل من أولئك الذين ينفقون أموالهم في السراء والضراء لزعزعة أمن واستقرار الوطن الذي ما يزال إلى اليوم يشكو من ظلمهم وقساوتهم.
سنستأنس بالعيد ونستمع إلى صوت ذلك الأغنية العيدية بصوت الفنان المرحوم علي بن علي الآنسي(آنستنا يا عيد) لتحيي الزخم الفرائحي العيدي الذي تعودنا عليه قديماً”لننسي الوطن على الأقل أصوات الرصاص وتوتر البنادق!
فلنفرح جميعا"بعيد الأضحى المبارك ولنستبشر جميعا"قبل بدء الحوار الوطني..! كيف لا وهذا يوم عرفة شاهد”ومثال”على ذلك بعد أن جمع الله المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها باختلاف أجناسهم وألوانهم وألسنتهم في مكان واحد في مكة المكرمة,وكأنه يقول لمن يسعى لفرقتهم وينشر بينهم العداوة والبغضاء, ها أنا قد جمعتهم في صعيد واحد وفي مكان واحد وبلسان واحد يهتف الجميع (لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).
فيحتاج منا أن ندحر الشيطان اللعين الذي جثم على عقولنا وأفكارنا لنرميه من بيننا بالحصى كما يرمي الحجاج الجمرات في منى.
ونبذل ما في وسعنا من جهد لنحقق أهداف الوطن الذي يسعى الجميع لإصلاحه..ليبقى شعارنا دائماً (الله ثم الوطن ثم الثورة ثم الوحدة).. وكل عام وأنتم والوطن سالمين.
خليف بجاش الخليدي
آنستنا يا عيد 2181