كنت أشاهد أحد البرامج التلفزيونية وفي آخر الحلقة وضعت المذيعة سؤالاً عن الديمقراطية وطلبت من المشاهدين الإجابة عليه عن طريق [الفيس بوك أو التويتر] وبعد انتهاء البرنامج ظليت أفكر بمعنى الديمقراطية وهل هي موجودة في بلادنا وتطبق بالصورة الصحيحة؟!!
ونحن كمواطنين ماذا تعني لنا الديمقراطية؟!! فالديمقراطية بالنسبة لنا كمواطنين تعني أن الشعب يتمتع بالعديد من الحقوق والحريات وهي من حيث المبدأ تقر بوجود التنوع الاجتماعي وحق الاختلاف في الرأي وشريطة ألا يتحول هذا الاختلاف إلى صراع يهدد سلامة الدولة وسلامتنا نحن أيضاً.
والشيء الأساسي للديمقراطية هو حماية الحرية العامة والشخصية وعدم تقيد الحريات بسبب أي نشاط سياسي والمفروض من أجل تطبيق مبدأ الديمقراطية بشكل صحيح لابد من إعطاء السلطات المحلية أكبر قدر من الاستقلال، وذلك من خلال الانتخابات وحق اختيار القيادات ذات الكفاءات والإخلاص والنزاهة بهدف تعزيز دورها في عملية البناء والتطور الاقتصادي والاجتماعي. والمهم جداً في الديمقراطية هي إلغاء السلطة المركزية لأنه يعزز من مبدأ التفرد بالحكم بيد الحاكم وجمع كل السلطات بيد الحاكم وهذا الأمر يلغي مبدأ التعددية السياسية والحزبية.
الآن ومن خلال ما تقدم هل كل ذلك يطبق في بلدنا؟!
أعتقد من يعيش في اليمن ويلامس الواقع سيعرف جيداً أن الديمقراطية بمفهومها الصحيح لا يطبق نهائياً، فالحريات في بلادنا تقيد بحق وبدون وجه حق.. والدليل على ذلك المعتقلون بسبب الأحداث الأخيرة التي مرت بها البلاد!!!
وبعيداً عن الديمقراطية دعوني أصطحبكم إلى مفهوم الخصخصة في هذا النظام الذي أتبع في بلادنا دون أي دراسة، فعندما قرأت عن الخصخصة وجدت أساساً من صُنع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي فهي سياسة وضعت من أجل أو تحت مبررات مساعدة بعض بلدان العالم الثالث الواقعة تحت رحمة المديونية الكبيرة وهذه السياسة تطبق من خلال برامج إصلاحية وإجراءات تقشفية تبدأ بتقليص الإنفاق الحكومي ورفع الأسعار ورفع الدعم عن بعض السلع ونقل الملكية العامة للدولة إلى ملكية خاصة بهدف توسيع قاعدة الملكية وإنهاء القطاع العام باعتبار أن القطاع العام أساس المشكلة الاقتصادية.
لست ضد الخصخصة ولكن كلنا يعلم أن المحافظات الجنوبية كان بها مؤسسات ناجحة وتدار من قبل الدولة بكفاءة وعندها القدرة على المنافسة، فأين ذهبت تلك المؤسسات؟!! ولماذا تم خصخصتها؟!! وما هو وضعها الحالي بعد الخصخصة؟!!!
اعتقد أن نظام الخصخصة لم يحقق الأهداف المرجوة منه بل بالعكس عرضنا لهزات اقتصادية عنيفة وأدخلنا في دوامة أزمة المديونية الخارجية!!
وفي رأي الشخصي الموضوع ليس بحاجة [لخبير] فالمواطن العادي والبسيط يدرك تماماً أن سياسة الخصخصة طبقت بدون وجود رؤية سياسية واضحة للأبعاد الاقتصادية، سيما ونحن بلد توحد وكان لدى كل منه سياسته الاقتصادية المتبعة فعدم وجود الرؤية السليمة وعدم وجود خبرة وكفاءة في الأداء القيادي أدى في الأخير إلى فشل في تطبيق هذه السياسة.
كروان عبد الهادي الشرجبي
بين يدي الحكومة .. 2472