قلنا في المقال السابق إن انحراف الفتاه فعلاً يكسر الظهر ليس لأنها فتاة ولكن لأننا في مجتمع ذكوري يعد انحراف الولد طيشاً وانحراف الفتاة جرماً وعاراً ومصيبة وإلا فانحراف الفتاة مثل انحراف الولد يكسر الظهر.
انحراف:
وقد تنحرف الفتاة دينياً فتنساق وراء أفكار بعض الفرق الضالة أو تنحرف ثقافياً فتنجرف مع تيار التغريب المنحل أو تنحرف عاطفياً فتميل بعواطفها نحو أحد محارمها أو فتاة مثلها، أما أخطر أنواع الانحراف هو الانحراف الأخلاقي.
تطلع البنت لأمها:
ومن أسباب انحراف الفتاة انعدام القدوة الصالحة، فالبنت دائماً وأبداً تقلد أمها حتى قالت الأمثال "كب الجرة على فمها تطلع البنت لأمها" ولهذا قال شوقي:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
وإذا كان ربُ البيت بالدف ضارباً
فشيمة أهل البيت كلهم الرقصُ
انعدام التربية:
فتاة صغيرة طيبة القلب رقيقة المشاعر ولكنها احترفت الانحراف , تخرج متى تشاء وتعود للبيت متى تشاء تشاع حولها القصص والروايات , ويكره كثير من الرجال دخولها بيوتهم كل ذلك لأنها عاشت عند أبوين لا يسألاها ماذا تفعل؟
حتى وقعت في الرذيلة, وعلم بذلك الكثير إلا والداها كيف؟؟ أين أمها؟ ألم تلاحظ انتفاخ بطنها وتغير حالتها الصحية والجسدية؟
عن أي أمهات نتحدث؟ وكيف نسمي أمثال هؤلاء أمهات ولا تربطهن ببناتهن أي علاقة؟ وهل تستحق هذه المرأة أن نسميها أماً وقد ضيعت من تعول والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " كفى المرء إثماً أن يضيع من يعول" ، وكلكم راع وكل مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيتها ومسئولة عن رعيتها".
متأكدة جداً:
وكما أن كثر الضغط يولد الانفجار، فالثقة العمياء تجلب العار وتسبب الدمار، فلا بد أن نلتزم منهج الوسطية في تعاملنا مع الفتاة فلا إفراط ولا تفريط.
تقول لي إحدى صديقاتي أنها لاحظت غياب صديقتها المتكرر عن المدرسة وأنها كانت تحضر بداية الدوام المدرسي ثم تختفي، فسارعت بالاتصال بوالدة الفتاة وأخبرتها بما تفعله ابنتها، فما كان من الأم إلا أن أطلقت لسانها بالسب والشتم وقبيح الكلام وقالت أني متأكدة من بنتي ، وهكذا تفعل كثير من الأمهات اللاتي لا يصدقن كل ولا نص ولا ربع ما يقال عن بناتهن حتى من باب التأكد لأنها أصلاً متأكدة من بنتها و"هي يا حسرة عليها مش عارفه حاجة "، فيجب على الأم أن تراقب تصرفات ابنتها وتلاحظ كل ما يطرأ عليها من تغيرات دون أن تجرح مشاعرها.
الصاحب ساحب:
وكم من فتاة كان سبب سقوطها وانحرافها صحبة سيئة قادتها إلى مستنقع الرذيلة, فالصاحب ساحب كما يقولون ولذلك على الآباء حسن انتقاء الصديقات لبناتهم , والتعرف قدر الإمكان عليهن، كما أن اقتناء الفتاه للجوال واستخدامها للنت دون مراقبة سببان هامان من أسباب انحرافها.
أتحوموا حول الحما:
تقول إحدى المعلمات : إن بعض الفتيات تمارس سلوكيات ستقودها حتماً إلى الانحراف وإذا حذرنها من ذلك قالت: أنا عارفه أيش أفعل وأدري متى أوقف وفي حدود لا يمكن أتعداها ، وهيهات أن تستطيع ذلك، فمن حام حول الحما يوشك أن يقع فيه وقد حذرنا الله تعالى من ذلك قائلاً سبحانه" لا تتبعوا خطوات الشيطان".
كما أن ضعف الوازع الديني هو الأخطر على الإطلاق ولذلك إذا بحثت وراء أكثر المنحرفين وجدتهم من أسر لا تعرف عن الحرام والحلال إلا القليل، وأقسم بالله أن أحداهن سألتني شخصياً " هل التوفيق بين النساء والرجال حرام " طبعاً دون زواج"؟؟.
صعقت من هول سؤالها ولم أدرِ كيف أجيبها ولما شرحتُ لها قالت : والله ما أني داري وأنها تسكن عند إمرأة تمتهن هذا العمل.
ختاماً نكرر ما قلناه سابقاً:
البنات كسارات الظهور لأنكم كسرتم قلبها, وكرامتها ، كسرت ظهوركم لأنها لم تربَ على حب الله تعالى ورسوله، كسرت ظهوركم لأنها لم تشعر بقيمتها وسمو مكانتها ، كسرت ظهوركم لأنها عاشت دون أهداف أو غايات، كسرت ظهوركم لأنكم أهملتم تربيتها فعاشت يتيمة بين أبوين مهملين، كسرت ظهوركم لأنها لم تجد لمسة حانية أو كلمة حب بينكم فخرجت تبحث عنها في الشارع، كسرت ظهوركم لأن رسائلكم السلبية هيئتها للانحراف .. لا تكسروها فتكسر ظهوركم.
أحلام القبيلي
لا تكسرها فتكسر ظهرك"2" 2455