أجد نفسي متأخراً عن الكتابة عن بطل وقائد بحجم الرئيس الشهيد/إبراهيم محمد الحمدي في الذكرى الخامسة والثلاثين لاستشهاده، فلقد كتب الكثير من المثقفين والكتاب والصحفيين في هذه الذكرى الأليمة على قلوب اليمنيين أجمع، مسترسلين بسيرة هذا القائد البطل ومستشهدين بما تحقق لليمن واليمنيين في عهده من عظيم الإنجازات الحقيقية (لا الوهمية المزيفة) وبما كان يحمله في فكره من مشروع وطني صادق ولكن ما يميز هذه الكتابات والتحليلات والمقالات عن غيرها في هذه الذكرى عظمة ومكانة المكتوب عنه صاحب الذكرى، فيستشف القارئ من بين ثناياها صدق الشعور وعظيم الحب والامتنان الذي يكنه كل يمني لهذا الرجل العظيم ويلتمس من بين هذه السطور المكتوبة الصفات الحقيقية الواقعية التي كان يمتاز بها الشهيد/إبراهيم الحمدي بعيداً عن المزايدة الكاذبة والتطبيل الأجوف الذي ظل يمارسه إعلام الزعامات الديكتاتورية المهترئة ردحاً من الزمن، فرغم الهالة الإعلامية الضخمة التي كان يحرص كل واحد منهم عليها، إلا أنها تظل في نظر الكثير مديحاً كاذباً تشتم منه رائحة النفاق التملقي المدفوع الأجر سلفاً، فشتان بين قول الحقيقة وإنصاف الناس ووصفهم بالأوصاف التي اتسموا بها في حياتهم وبين نثر المديح المكشوف والتمجيد الوهمي الخالي من معاني الصدق وقول الحقيقة، فإلى شهيد الوطن نقول نم أيها الهمام في قبرك محفوفاً بعظيم الرحمات من ألسن الملايين الذين عرفوك ولمسوا عهدك الزاخر فأحبوك، فلقد تعبت كثيراً وبنيت مجداً وعزاً لليمن واليمنيين في عامين ونصف ما عجز عن فعله الآخرون في عقود من الزمن وسيظل يوم 11/فبراير ذكرى موجعة لقلوب اليمنيين في الداخل والخارج حتى يتم الاقتصاص من القتلة، فهم بمقتلك لم يغيبوك كفرد فحسب وإنما أرادوا طمس عهد زاخر وفجر مشرق.
فأين سيفرون من العدالة الإلهية التي لا مهرب منها على الإطلاق قال تعالى: ((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)) صدق الله العظيم.
فالسلام عليك يا شهيد الوطن يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً.
عبد الفتاح الرصاص
السلام عليك والرحمة أيها الشهيد البطل 1862