يظل الطالب اليمني يجد ويجتهد رغم الظروف القاسية ورغم المحن لكي يحصد أعلى المعدلات التي تؤهله للحصول على منحه دراسية في الخارج وبعد أن يحقق الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل ويتخرج وقد نال أعلى الدرجات، يظل يراجع ويطالب وكأنه يتسول وبعد أن ينهي المسئولون توزيع المنح على أهلهم وذويهم ومعارفهم وجيرانهم يتصدقون بما بقي منها على طلابنا المستحقين ويغادر الطالب بلده ليكتشف أن المنحة كانت محنة و لم تكن سوى نفي وتهجير.
أبناؤنا المبتعثون للدراسة في الخارج يئنون ويستنجدون ويستغيثون ولكن لا حياة لمن تنادي وكيف يسمعون من في الخارج وهم لا يسمعون من في الداخل و يتحول اليمني المبتعث للدراسة من طالب علم إلى "شاقي أو شحات" لا يملك حتى قيمة التذكرة ليعود إلى وطنه بخفي حنين.
ومما يعانيه الطالب المبتعث أولاً قلة المصاريف، فما تقرره له الوزارة أو الجهة المختصة لا يكفيه في بعض الدول لمدة أسبوع.. يقول احد المبتعثين في لبنان:يعطونا 420 دولار شهرياً لا تكفي حق مواصلات فقط, و اقل مشوار 2000 ليرة، أي ما يعادل 300 ريال واضرب كل يوم 3 إلى أربعة مشاوير طباعة أوراق وقرطاسية و أقل دفتر قيمته ألف ريال يمني.. وأما الإيجار والسكن قاعدين في أردى حي في بيروت، الإيجار 500 دولار سمه إن شئت حارة دبش السرق والتقطع وووو الخ حي فقير يعني 420 دولاراً ممكن تصرفها بيوم واحد.
ثانياً:عدم المتابعة والرعاية، فالمنحة عندنا تعني أن نأخذ خيرة أبنائنا ونرميهم في الخارج "درسوا الله يفتح عليهم, انحرفوا الله يهديهم, رجعوا مرحبا ما رجعوش أحسن" أبناؤنا الطلاب التابعون لوزارة التعليم الفني المبتعثين ضمن اتفاقية التعاون الثقافي بين اليمن ولبنان يصرخون قائلين"سرقونا جوعونا، أهانوا كرامتنا في الداخل والخارج، وقطعوا عنا المستحقات المالية منذ شهر 6 بحجة أن السنة الدراسية قد انتهت ونحن الآن لا نملك حق الإيجار ولا قيمة التذكرة حتى نعود إلى أرض الوطن والسفارة اليمنية أغلقت الأبواب في وجوهنا ولم تقدم لنا أي معونة أو مساعدة أصبحنا شبه مشردين".. هذه الصرخات من يسمعها؟.
أحلام القبيلي
منحه دراسية.. أم نفي وتهجير؟؟؟ 2141