نعم قتلوه
ولكل بداية طورها الأول الجمال والنقاء والطهر والصدق المطلق... لا تبدأ انحرافات المسار إلا من الجيل الثاني من أسرة الحاكم...
قلتها سابقاً من قبل عام تقريباً: أن الشهيد إبراهيم الحمدي لم يكن ناصرياً لكنه وطنياً يمنياً..
الرؤية واضحة والأخلال مكشوفة والهدف واضح، إنه اليمن وضرورة ريادته.. ولأنه من بيئة علمية وابن قاضٍ عمل مع الإمام فقد كان لديه من الفقه والعلم ما ولد لديه الإحساس بالفجوة بين الطموح والواقع مهمته التصحيحية وساعده موقعه العسكري بالانقلاب على القاضي الإرياني لحركته التصحيحية في خميس 13حزيران/يونيو 1974م..
ولأن الإنسان اليمني المؤهل بالمواصفات التي يراها الشهيد إبراهيم الحمدي لنهضة وطنه كانت شُتت بين كل التيارات الحزبية والحركات الجماعاتية، لكن الأغلب المؤهل كان ناصرياً، فمكنهم الشهيد الحمدي ليس لأنهم من حزبه أو هو ناصري على رأس ناصريتهم كما صار إليه الأمر بعد مؤتمرهم في الحديدة..أوكل مهام مؤسسات الدولة لكل مؤهل قادرة ذي كفاءة متخصصة وقدرة شخصية، ألم يسند حقيبة الصناعة والتجارة للإمامي محمد عبد الملك المتوكل؟.. وكذا البعث والإخوان والاشتراكيون والأكثر للناصرية لمؤهلاتهم العلمية ونفس الناصرية المتقد في مصر..
ولأن الناصريون فيهم من الذكاء والدهاء فقد ملكوه من خلال انتخابه في مؤتمرهم في الحديدة لرئاسة ناصريتهم... أتحدى من يقول أن الحمدي ناصري أن يثبت تدرجه التنظيمي في الناصرية...
لقد كان الحمدي صاحب روح وطنية يمنية عالية وعميقة العقدة، خسرنا ـ تقريباًـ بقتله عشر سنوات ليكمل مشروعه النهضوي الذي بالتأكيد إن لم يتوج بآلية تعيد الحق إلى الشعب وقائد وطني من غير الأسرة التي ربما إن طال به العمر لانحرفت به ـ الأسرة ـ وإن لم يرد هو ذلك...
ألم يكن الحمدي إلى جواره إخوانه في المؤسسة العسكرية؟ وهذا يتناقض مع بناء الدولة بمعناها الصحيح والمؤسساتي؟...ألم تقل إحدى قريباته على قناة يمن شباب أنه كان يعدها أن تكون طبيبته الخاصة؟ وهي صغيرة السن بمعنى إنه كان يحلم أن (يوسح)...
لا تبرير لمقتله فلعن الله من قتل وتآمر على قتله كان حياً أو ميتاً...
رحمك الله يا حمدي رحمة واسعة وكتب الله لنا عوضاً إن كنا نستحق وأهلاً لحماية مثل أمثالك من أن تغتالهم القوى الشريرة بالرصاص أو بالتملك ونسيان ما يعد ووعد به من قبل.
طاهر حمود
الشهيد إبراهيم الحمدي مشروع وطن وحلم أمة 2565