منهم ذهب أصلي عيار 21 لا تغيره عوامل التعرية مهما كانت قوتها وطالت مدتها تجده معك بجانبك يواسيك يشجعك يخفف عنك ويهون عليك رحلة المسير في دياجير الحياة ومطباتها يمسك دائماً بيده شمعة ينير بها الظلمة الساكنة في عينيك إذ ما اشتدت عليك المحن وابتلاك الدهر بنوازله،، فإن أكرمك ربك بمثل هذا الصنف من الناس فحافظ عليهم وأسكنهم حدقات عينيك لأنهم جواهر لا تقدر بثمن.
وفيهم من هو أيضاً ذهب يلمع وقد يجذبك بريقه ويأسرك بلمعانه, لكن حقيقته ذهب مطلي من الخارج وداخله عبارة عن مواد هشة صادئة قابله للتفتت عند أول محنه قد تقع فيها تنقشع القشرة الزائفة من على وجهه ويظهر لونه الباهت الحقيقي
لا تتفاجأ حينها إذا ما رأيت بشاعة سلوكه وتغير مواقفه وهي تنقلب في اتجاه معاكس لم تكن حتى تتخيله هؤلاء لا تخف منهم ولا تحمل عليهم فقط احذرهم وصاحبهم في الدنيا معروفا
المصائب والشدائد لها فوائد كثيرة ومبهرة وعجيبة خاصة إذا كانت من النوع المادي يكفي أنها تميز الخبيث من الطيب والغث من السمين
فإذا كنت صاحب منصب وسلطة ولديك المال الوفير ترى الجميع يبتسم لك يبجلك يخطب رضاك ويتودد إليك بمختلف الطرق والوسائل أياً كانت عيوبك وسيئاتك فهي مغفورة لك مادمت كبيراً في أعين الصغار
لكن سبحان الدائم عزه وملكوته بمجرد أن تهب عليك ريح خفيفة تزيح عنك بعض غبار الدنيا من مال أو منصب ترى الأقنعة تنقشع عن الوجوه ويتجلى أمامك زيف أناس ليس فيهم شيء من الحياء يستر عورات أخلاقهم وسوءات نفوسهم الدنيئة
كثيراً ما أحمد ربي أننا تربينا في بيئة رائعة بين أناس كانوا يوقرون صاحب الأخلاق والعلم والدين وإن كان فقيرا معدوما
ولم يكن لصاحب السلطة أي ميزة عن الآخرين مهما بلغت مكانته, فهو يعامل كواحد من أفراد الناس العاديين لذا لم نكن ننبهر حين نرى شخصاً يملك سيارة آخر موديل أو عمارة ستة ادوار على الشارع الرئيسي ولذلك لا تخيفنا تقلبات الدهر مهما بلغت قسوتها ولا يبهرنا زيف المناصب و لمعان الوجوه البراقة كذباً ونفاقا
في نهاية المطاف كل زائف يزول وإن بقي طويلاً ويبقى الأصيل أصيل وإن جار عليه الزمن والكلمة الأخيرة لصاحب الأخلاق العالية
وصدق جل وعلا القائل (({فأما الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} [الرعد : 17]
وصلى الله وسلم على سيد الأخلاق.
جواهر الظاهري
الناس في الدنيا....معادن 2039