لأنـه من المخلصين لـــــــوطنه، المتمتعين بقدر كبير من الكارزميا الخاصة التي تؤهله للتعامل مع كافة أطياف الشعب والتأثير فيهم، ولأن الرئيس السابق/علي عبدالله صالح عمل خلال فترة حكمه على إقصائه وتغييبه من المشهد العام، لا بل ولجأ إلى الإطاحة به وقوته العسكرية بأسلوب أو بآخر في العديد من حروبه المختلقة والمصطنعة هنا أوهناك، هذا هو حاله قبل اندلاع شرارة ثورة شباب اليمن الشعبية السلمية، حياة تحفها الكثير من المخاطر، لا يمكن حينها الإفصاح عن الحقيقة أو تحديد المواقف السوية إزاء سياسة صالح الهوجاء وإدارته الخرقاء للبلد، ـ يمثل اللواء القائد علي محسن صالح الأحمر صمام أمان حقيقي للوطن ـ هكذا قال أعداؤه قبل رفاق دربه والمتأثرين به والموالين.
بانضمامه للثورة وتحديدا بعد مجزرة جمعة الكرامة مثلَّ الرجل بانضمامه معادلة حقيقية في ميزان القوى، بل ما هو أكبر من ذلك، فالرجل يتسم برجاحة عقل جعلت خصمه في حيرة من أمره متقلباً متأرجحاً كالذي يتخبطه الشيطان من المس.
أضف إلى كونه ماهراً حاذقاً في رسم السياسات والتدابير، واسع الاطلاع بشؤون البلد ورجالاته وكيف يقرأون ويفكرون بما فيهم صالح..
ـ لم يكن انضمامه أمراً اعتباطياً يريد من خلاله إحراز موقف يستطيع من خلاله التنكيل بخصومه في الأمس, كلا فوقوفه إلى جانب الشباب مهمة اقتضتها الظروف الواقعية ودعت إليها أخلاقيات الإسلام الحنيف في نصرة المظلوم وعدم الركون لمن ظلمه، ليس هذا فحسب ولكن الحفاظ على أمن واستقرار الوطن كان حاضراً جلياً في ذهنه وهو ما رأيناه بعد ذلك ملموساً في الكثير من مواقفه وتصريحاته، ولأنه كذلك ظهر تربص المتربصين به، وحقد الحاقدين، وقيل في حقه الكثير والكثير!!!
"فهو الفاسد والمفسد، وهو العميل والخائن، وهو المجرم والقاتل"..
هكذا كان خطاب العائلة الصالحية كأفراد وإعلام وموالين، بل تأثر بهذه الوشايات الواهية البعض من المحسوبين على الخير والصلاح للأسف،
ـ اللواء القائد والرجل الإنسان كثر الجدل فيه واحتدم الخلاف في شأنه ما بين مناصر وموالي، وآخر محرض وشانئ، لكن رغم ذلك كله إلا أنك تجد الرجل هآمة شامخة لا تهزه الأعاصير ولم تثنه الأقاويل عن مواصلة دوره النضالي في حماية الثورة والثوار، وهنا تكمن عظمة الشخص وسموه.
أقول: محاولات بائسة أرادها أولئك، لكنها الحقيقة مهما علا صوت الباطل وانتشر، وبغى واستفحل، ماهي إلا أيام وتبدي لنا الأيام ما كان خافياً،.. فيذهب الفاسدون والمستبدون إلى مزبلة التأريخ مشيعين بلعنات التأريخ الأسود الذي صنعته أيديهم، ويتبدى للجميع ما كان خافياً، ويتجلى لهم مدى وعي القائد العظيم، وحنكته العسكرية المنقطعة النظير، وما قدمه للوطن من جهود وعطاء خلال تلك المرحلة الفاصلة من عمره جنبته الدخول في معترك حروب وويلات أريد لها أن تكون!!،
ـ اللواء علي محسن وإن كان بعيداً عن الأضواء إلا أنه بسلوكياته وأفعاله النبيلة حاضر في قلوب كل شرفاء الوطن... إن قال الآخرون غير هذا واحتسب البعض عليه بعض الأخطاء والسلوكيات الممارسة في ظل الحكم السابق، فقد أعلنها الرجل في حينها أنه مستعد للمثول أمام القضاء العادل الذي ينتصف للمظلوم والمقهور، فماذا عسى أولئك الشامتين أن يقولوا بعد هذا ؟! لمصلحة من حملات التشويه الممنهجة اليوم من قبل هذا وذاك بل والمحسوبين على الثورة زعموا لمصلحة أنفسهم ليس إلا، وما يطمحون إليه من نفوذ مشؤوم..كان الرجل حجرة عثرة في الطريق الموصل إليه.
لا أطيل ففضلك كبير علينا أيها الإنسان، ماذا عساي أن أقول في حقك وأنت الحكمة والحكمة أنت، دمت لليمن محراباً مهاباً، قدمت لليمن مالم يقدمه غيرك، وختمت حياتك بالخير والحسنى،... فلا يخوفنا المرجفون بشخصك ونفوذك وتجبرك في اليمن المنشود، ونحن وكل شباب اليمن الأحرار ندرك تماماً من أنت، وقد علمنـــا وعلم الداخل والخارج من بكى ممن تباكى!
ـ الخزي والعار والنكال لكل من ساء وأساء لوطننا... الشكر والعرفان لمن صلح وأصلح.
التحية والسلام لأسود الشرى وليوث الوغى أبطال قواتنا المسلحة والأمن الرافعين لواءه، الساهرين من أجل الحفاظ على أمنه واستقراره، من لم تلطخ أيديهم بدماء أبناء شعبهم أو كانوا لعبة في يد أحد كائناً من كان.
الرحمة لشهدائهم وكآفة شهداء ثورتنا المجيدة من أيقظوا فينا روح الحرية والعزة، وخلق التضحية والصمود، من لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في إعادة الأمور إلى مواضعها الحقيقية، فينعم الجميع بنعمة الأمن والإستقرار في كافة مناحي الحياة.
محمد أمين عز الدين
القائد العظيم والرجل الإنسان 1928