نحن نعرف مشاكلنا وعيوبنا وأزماتنا وجميع أوجه النقص فينا، ولكننا لا نرضى بها ولا نقرها ولا نعترف بها ولا نستسلم للواقع السيئ الذي نعيش فيه ونكابده.. ونتحدث دائماً عن ضرورة الحرية والديمقراطية والإخلاص في العمل والحد من الاستهلاك ومحاربة الفساد أينما كان والسرق والخراجين عن القوانين ومحو الأمية وتقويم الأخلاق.. ولكننا ينبغي أن نعرف أن هذه هي بلادنا، وأن هذا هو قدرنا، وأننا لن ننزح إلى بلد آخر ولن نستورد لهذا البلد شعباً آخر أذكى وأحسن أخلاقاً وأشجع ومؤمن بالله، جذورنا ممتدة في أعماق هذه السهول والوديان والجبال والبحار. ولهذا فنحن نحب هذا الوطن ونغار عليه، مهما تكن عيوبه بادية للعيان، وعاصمتنا مليئة بما لا يسر العين ولا يريح الأذن من ضجيج "الموتور سيكلات" التي انتشرت فيها بشكل مزعج ولا يرضي أي مواطن حاسة الشم، فالشوارع مزدحمة والمرور مرتبك والشوارع مليئة بالمطبات والحفر والضجيج يصم الآذان.. والقاذورات ملقاة في الكثير من الأماكن سببها الإنسان ولا غيره.. ومع ذلك فنحن نحب عاصمتنا ونشعر بالشوق والحنين إليها كما نشعر بالحنين والشوق إلى مدن عدن وتعز والمكلا والحديدة، نشعر بالحنين إلى مدننا اليمنية إذا غبنا عنها فترة من الزمن.. وليس في التاريخ شعب تعلق بأرضه كما تعلق شعب اليمن واحتفظ بشخصية عبر الآف السنين، رغم المحن والحروب الأهلية والغزوات المستمرة التي تعرض لها في الزمان القديم والوسط والحديث ولكن ظهور النفط في الدول الشقيقة المجاورة غير نفوس بعض الناس، وقلب الموازين، وبدأ بعضنا لأول مرة في تاريخنا يتغنون بما لدى الغير، ويرضون الآخرين بكثرة الحديث عن فقرنا وجهلنا ومرضنا وفسادنا وقذارتنا ويقبضون الثمن على ذلك.. وما من كلمة نقد واحدة تصدر من البعض عما يمكن أن يكون لدى الغير من سلبيات وكل المديح والثناء لهم، وكل الشتائم والانتقادات وكل المآخذ والعيوب والسباب لليمن.. وكل الدعاء لهم وكل اللعنات على اليمن،وكل القبلات على أعتاب القصور المشيدة في عدة أنحاء الصحاري الجبال المليئة بالنفط.. وكل البصقات على أرض اليمن، وكل خطأ من جانبهم يهون، وأقل خطأ من جانبنا جريمة لا تغتفر.. ومع ذلك فسوف نتحمل، وسوف نعيش، وسوف تظل اليمن هي بلدنا ومناط أملنا وموضع فخرنا وإعزازنا وحبنا، مهما تنكر لها البعض الذين تكون دائماً وجهة تواجدهم وسفرهم خارج اليمن، سنصبر على كل المتاعب والمصائب مهما يكن فيها من عيوب.. فهذه هي أمنا اليمن مهما قال الموتورون والانتهازيون..
أحمد عبدربه علوي
كلام أعصب عليه!! 1897