;
2012-10-08 02:38:55


أرى البشائر تترى في نواحيها.. من بعد يأسٍ طغى من فعل طاغيها
من الشام
"اللهم على شامنا ويمننا" قالها رسولنا ثلاث مرات، والحديث صحيح.. ولا شك أن لذلك حكمة، وقد كان لقومه قريش رحلتان في العام بحثاً عن الرزق، رحلة الشتاء إلى الشام، ورحلة الصيف إلى اليمن، وقد رحل الرسول الأكرم في شبابه إلى الشام في تجارة لخديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ قبل أن يتزوجها، ولم يرحل إلى اليمن، فالشام أخذت من تفكير واهتمام الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بها أكثر من غيرها، لم تحظ بذلك اليمن ولا مصر ولا العراق، قبل النبوة وبعدها، وقبل الهجرة بعدها.. وحظيت منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالاهتمام الأول لتحريرها من نير استعباد الروم لأهلهاـ فأرسل رسوله إلى ملك الشام التابع للروم فقُتل رسول رسول الله، ثم جهز الرسول الأكرم ـ صلى الله عليه وسلم أكبر جيش قاده بنفسه متوجهاً إلى الشام لتحرير أهلها من الظلم والاستعباد، فعسكر في تبوك قرابة شهر فلم تحصل مواجهة، ثم جهز جيشاً صغيرأً جعل في قيادته ثلاثة من القادة العظام والصحابة الكرام وفي الجيش سيف الله المسلول خالد بن الوليد، فكانت عزوة مؤتة، ثم جهز جيش أسامة بن زيد الذي كان أبوه أحد القادة الثلاثة، استشهد في مؤتة، فوجه أسامة نحو الشام فلحق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بربه، فأنفذ الصديق ذلك الجيش مع الحاجة إليه لمواجهة الردة داخل الجزيرة وقد عمت معظم مناطق الجزيرة ما عدا المدينة المنورة دار الهجرة، ومكة والطائف ثبت أهلها بنصيحة ناصح قال لهم: لا تكونوا آخر من أسلم وأول من أرتد..
 توجه الصديق بعد حروب الردة نحو الشام مباشرة بأربعة جيوش صغيرة لكنها نوعية بقيادة قادة عظام، أردفهم بخالد بن الوليد وقد كان أوغل في العراق ضد الفرس فقدَّم الصديق الشام قائلاً: والله لأنسين الروم وساوس الشيطان في روؤسها بخالد بن الوليد، وما ذلك إلا اهتماماً بالشام وحرصاً على إزاحة الطواغيت منها البشرية والحجرية، ونشر نور الإسلام وإزاحة الظلم والظلام، فكانت بداية عظيمة، ولحق بربه راضياً مرضياً، فجاء عمر الفاروق فأتم الفتح في الشام، وواصل الزحف نحو فارس، لكنه ولى وجهه نحو الشام أكثر وخصها بأربع زيارات إحداها لفتح القدس والثانية قطعها بسبب طاعون فتك بالناس وانتشر بين البشر كالنار في الهشيم، فرجع عمر بمن معه فاراً من قدر الله إلى قدر الله.
ثم عاد بزيارتين تفقديتين، ولم يزر قطراً غير الشام ولا مرة، لكنه قرر أن يزور كل قطر فيبقى فيه شهراً فعاجلته المنية على يد رجل فارسي مجوسي عابد نار، فنال الشهادة في أشرف مكانٍ وهو يصلي بالناس صلاة الفجر في محراب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويا لها من شهادة كان يتمناها كثيراً وحمدالله عليها، لأنها جاءت على يد كافر.
ومن جاء بعد عمر أدرك أهمية الشام كذلك وفي تاريخ الشام كله مواعظ وعبر، وتلاقي مصالح البشر، لذلك كثر عليها الصراع بين الدول الكبرى قديماً وحديثاً، وحصل التقاسم لأجزائه بين دول النفوذ في القرن الماضي، وما خرجوا إلا وقدر رتبوا ما يضمن الحفاظ على ما خلفوا من وسائل وأسباب الضعف والتفرق، وتسلط الأقليات المارقة على الأكثر الساحقة، فأوصلوها إلى ما هي عليه اليوم، ولا يزالوا يوقدون نيران الحرب بطريقة لا يعقلها إلا العالمون مستعمر الأمس، ومحتل اليوم لفلسطين مشاركون فيما يجري لشعوب الشام خاصة سوريا أي ورب الكعبة
بشريات رغم المعاناة
ورغم مرارة وشدة وقع المحنة، والمؤامرة الدولية، فإن في الأفق بشائر تلوح، بل في واقع الحال بشريات تنبئ عن قرب الفرج، وانعتاق الشعب السوري من عبودية طال أمدها، تتمثل هذه البشريات في الآتي:
1.   الثبات الذي تصحبه أغلى التضحيات لفترة طويلة.
2.   الانتصارات التي تتحقق يومياً: ازدياد رقعة نفوذ المقاومة، تزايد الملتحقين بها من المدنيين والعسكريين، وارتفاع المعنويات.
3.   تماسك المعارضة ووحدة قيادة العسكريين والمقاومين الذين شكلوا الجيش الحر، رغم تباين الاتجاهات، واختلاف الأهداف والغايات الصغيرة، فالتفوا حول الهدف الكبير "تغير النظام".
4.   تكسر روؤس وفؤوس المعتدين من الخارج، رغم تكالبهم وبذلهم الكبير وقناعاتهم الظالمة أنهم يدافعون عن حق موروث أو موهوب لهم حق الوصية المزعومة، شبيه بزعم الشعب المختار وأرض الميعاد؟!
5.   تجاوز المضايق والمخانق والأغلال التي كانت على المقاومة والمعارضة، فقد وصلت إلى أن تسقط الطائرات وتدمر الدبابات وتستولي على المعسكرات والعدة والعتاد، وذلك من حقها لتلافي شرها فإنها ما جدت ـ في الأصل ـ إلا لإذلال الشعب وحماية حدود العدو التي أصبحت داخل سورياً جنوباً بفضل سياسية الأسود..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد