26 سبتمبر, 14 أكتوبر, 30 نوفمبر, 22 مايو وكل خيمة وكل ساحة وكل حزب وكل جماعة لها عيد جديد والشعب ليس سعيد.. احتفالات وكرنفالات ومهرجانات وفعاليات وأوبريتات " وكله من حساب الشعب الغير سعيد بالعيد المجيد".
وشوري عليكم يا جماعة "بدل اللعب بالفلوس على البرع وكل هذا الصرع, والزيطة والزمبليطة" ـ كما يقول إخواننا المصريون ـ توزعوا لكل أسرة مبلغاً من المال في كل عيد من هذه الأعياد وهم يحتفلون بطريقتهم الخاصة.
الشعوب هل تتوب؟:
الشعوب هي من صنعت تلك الأنظمة الظالمة التي ثارت ضدها وتحتفل بالانتصار عليها, وسلم لسان الشاعر احمد مطر حين قال عن الشعب العربي إنه:
يشحذ سيف الظالم صبحاً
ويولول ليلاً مظلوماً
يقول المهندس نبيل هلال:
" إن امتثال الناس للمستبد يغريه بالمزيد من ممارسة الاستبداد ويزين له الإيغال في الظلم والعلاقة طردية بين ذل الناس وطغيان المستبد، بين خضوع الأمة واستبداد حاكمها, وهذا شأن الاستبداد والمستبدين في كل زمان ومكان".. فهل تتوب الشعوب من التطبيل والتصفيق والزمر والمدح في وجه الحاكم؟ هل تتوب من الاصطفاف على جانبي الطريق لاستقباله كلما غدا وراح؟ هل تتوب الشعوب من الاحتفال بعيد ميلاد الحاكم؟ هل تتوب الشعوب من السكوت عن حقوقها فلا تستعذب الذل ولا تستمتع بالهوان؟.
يقول محمود قناوي :
"استقال العالم العربي في التاريخ الإيجابي على الساحة العالمية، حتى أصبحت الدول الكبرى تتعامل مع العالم العربي باعتباره عالماً تسكنه حكومات وأنظمة وليس فيها شعوب".
ففي حين خرج الآلاف من الأوروبيين إلى شوارع عواصمهم متظاهرين ومنددين بالحرب على العراق وأفغانستان قبل الاحتلال، مطالبين بالانسحاب منها بعد الاحتلال ويخرجون في مظاهرات أخرى مطالبين بإغلاق جوانتانامو والإفراج عن معتقليه وأخرى لمساندة حقوق فلسطين المغتصبة.. في نفس الوقت تشهد العواصم العربية حشوداً وتجمعات حاشدة خرجت لاستقبال نجمة سوبر ستار أو فريق كرة قدم فاز " بالعافية" وكأن الأمر لا يعنيهم وكأنهم يعيشون في عالم آخر.. فهل تتوب الشعوب من ذلك كله، نشهد تغييراً حقيقياً كنا نحلم به ولازلنا؟ أم أن الأمر سيقتصر على تغيير خصوصاً ونحن لننشغل بعدها بصناعة أصنام أخرى ولم يتغير في حياتنا سوى أشكال الأصنام؟..
أحلام القبيلي
يا ما أكثر الأعياد في بلادي 2141