لا يمكن لأي امة أن تتمكن من أداء رسالتها وتحافظ على وحدتها واستقرارها إلا إذا كانوا أبناءها مستعدين لتقديم أرواحهم ودمائهم من اجل الوطن فهاهم الشباب الأحرار ضحوا بنفوسهم الزكية في ثورة فبراير 2011م فقد ضحوا بما لديهم وخرجوا يهتفون للحرية من اجل وطنهم وللتخلص من حكم الفرد والعائلة والمحافظة على وحدة الوطن من الشتات والتمزق فهاهم اثبتوا لهذا الوطن بأنهم سيبذلون لهذا الوطن كل الجهد في بناء اليمن الديمقراطية البعيدة عن كنف حكم الفرد والعائلة ليرسموا لوحة جميلة في هذا الوطن وذهبت أرواحهم الزكية إلى عند باريها.
فها نحن الآن أمام بناء اليمن الحديث وها نحن الآن أمام الوطن والمسئولية الوطنية، فعلينا في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها بلادنا أن نعي ونفهم معنى الانتساب للوطن ومعنى الوطنية وهي نبذ لغة الكراهية وأخذ لغة التسامح فيما بيننا وروح المودة والرحمة، فبذلك سنبدأ في إرساء سفينة الوطن، إننا الآن في الوقت الحاضر نطمح بأن نقدم شيئاً للوطن سواء بالبناء والمعرفة والعمل الجماعي والشعور الوطني بالانتماء للوطن والانصهار بين مكوناته وإعادة بناء النسيج الوطني على أسس سلمية وحضارية، كما أنه علينا أن نرقى بهذا الوطن إلى العلياء وعلينا الوفاء والإخلاص له، فهناك منهم من البلد يروج للغة الكراهية وللطائفية وللوقوف مع شريحة ضد أخرى فيجب علينا نحن أبناء هذا الوطن أن نعلم الابناء روح الانتماء للبلد الواحد بعيداً عن العرق والجنس واللون وأن نتطلع إلى النمو والازدهار وان نتطلع إلى العزة والكرامة، فعلينا أن نخلص حبنا لهذا الوطن وتقديم النفس وبذل الغالي والرخيص من اجل تحقيق امن الوطن واستقراره، لأن للوطن في نفوسنا معاني كبيره وأحاسيس مختلفة وسيادة محترمة وعلينا التفكير والتدقيق باي عمل نقوم به بعين الرقي بالتعاون مع سواعد شباب هذا الوطن ولان الشباب هم الشريحة الأكثر أهمية وإذا كانوا اليوم يمثلون نصف الحاضر فأنهم غدا بإذن الله سيكونون جل المستقبل لان الشباب عماد المستقبل وسيلة التنمية وغايتها، فالشباب يسهمون بدور كبير في تشكيل ملامح الحاضر واستشراق آفاقه والمجتمع لا يكون قوياً وملماً إلا بشبابه والأوطان لا تبنى الا بسواعد الشباب فنحن نراهن الشباب في كسب التحديات والرهانات ولأن الشباب هو العنصر الأساسي في التحول الديمقراطي ولأنهم الشريحة الأكثر حيوية وتأثيراً في المجتمع فنحن نراهن عليهم بحاضر ومستقبل هذا الوطن، ولأن الوحدة الوطنية والعمل الجماعي من أجل إعمار ما دمر والإسهام في التطوير والازدهار الحضاري لايكون إلا إذا كان المجتمع متآخٍ ومتسامحاً قال تعالى (إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) فتأخينا وتسامحنا سيكون من أجل جلب النفع والمصلحة للوطن والابتعاد عن المصالح الشخصية والحفاظ على الوطن وعدم التفرقة فيما بيننا قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم(لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا،) فعلينا الآن في هذه المرحلة المهمة وهي مرحلة بناء اليمن الجديد والسعي نحو الاتحاد والصف الواحد لنكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ولأن الوطن في الوقت الحال يحتاج إلى أن نقف وقفة الرجل الواحد قال الشاعر :
تأبى الرماح إذا اجتمعنا تكسرا وإذا افترقنا تكسرت آحادا.
فلنكن ملمين مدركين لهذا الوضع الشبه مأساوي بالتعاون جميعاً لإنقاذ الوطن من مغبة الريح وبتعاون المجتمع يصلح كل شيء، فالتعاون يكون فيما بيننا، يكون في سبيل تحقيق الهدف وتعاوننا أيضاً في سبيل إصلاح المجتمع وإبعاده عن الشر قال تعالى ({وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}) وعلينا أن نقف جميعاً ضد من تسول له نفسه العبث بمقدارات وخيرات هذا الوطن وزرع الفتن والنعرات الطائفية للاقتتال فيما بينهم، باعوا ضمائرهم وأنفسهم بحفنة من الدينار ليزرعوا الفتن في أرجاء بلاد الحكمة، كما أنهم قد عملوا بالسابق على إجهاض الثورة الشبابية السلمية وذلك من اجل مصالحهم الشخصية لكنهم دائما يفشلون ولان إرادة الشعوب لن تقهر ولأنهم باعوا وطنيتهم فأصبحوا مجهولي الهوية ممقوتين عند الناس فأصبحوا من الطبقة الشريرة متلبسين بزي الأوطان ولكن الويل ثم الويل لهم.
وفي الأخيرة أرسل تحية إخلاص للذين يسهرون للحفاظ على أمن الوطن واستقراره وأيضاً الذين يسهرون للحفاظ على مقدرات البلد وأيضاً شكري للذين فهموا الموطنة وروح الوطنية واستعدوا لها رافعين شعار حب الوطن يجمعنا واستطاعوا الوصول إلى روح وطنية يحسد عليها .
عزام احمد نعمان
علينا أن نبني اليمن الواحد 2053