اعتادت قلوبنا أن تُعانق الانتظار بحذر لا يحمل كثيراً من التفاؤل لذلك نشعر بالاحتياج لواقع صريح يجيب على تساؤل يائس تحمله ضمائرنا المتطلعة إلى الأفضل الغائب: هل ستبتسم تعز؟ ابتسمنا لأشياء كثيرة لأجل تعز ابتسمنا بوجه محافظها وابتسمنا أيضاً بوجه تفاؤله الذي خرج به عن حدود المعقول بصفعه من الوضع المُعاش حالياً، نحن لا نريد أن نبتسم لمجرد أقوال بأن تعز ستصبح إمارة دبي، نحن نريد أن نبتسم فقط، لأن تعز ستصبح نظيفة وستلملم الأكوام المتراكمة التي تغزو شوارعها، فنجمع شتات أحلامنا مجدداً التي تبعثرت شظاياها على أرصفة الوعود كتلك الأكياس التي تغتال جمال مدينة سُميت عاصمة الثقافة بقرار جمهوري أسعد قلب أبنائها تفاخراً وبنفس الوقت حطم معنوياتهم، لأنهم لا يريدون الزيف أن يرافق ما حصلت عليه تعز من ترقية عاصمة ثقافية تحمل كل هذه الأوساخ والأمراض التي تدق ناقوس الانكسار كلما حل التفاؤل.
لا أحد يتنكر لتلك التسمية، ولكن يجب أن تشبه تعز وصفها، فالثقافة سلوك يُجسده حال المدينة الذي يجعلها بعيدة عن معايير الحضارية تماماً (لا يجهر بالسوء إلا من ُظلم) أنا لا أريد أن أشوه ملامح مدينتي الجميلة بسطوري الموجوعة ولكن سئمنا الانتظار وسئمنا الوعود، تمر شهور ولا شيء في تعز سوى المبادرات الحضارية التي تصرخ بها ثقافتنا بوجه حقيقة مفهومها واضح تقول بأن يد المواطن وحدها لا تصفق، لا أدري أين ذهبت همت المحافظ الهُمام؟ أيعقل أن رصف الشوارع وتنظيفها بحاجة لخطط إستراتيجيه ودراسات مطولة؟!.
نحن يا سيادة المحافظ لا نريدها إمارة دبي، فأحلامنا بسيطة لا تشبه أوجاعنا التي تبوح بها كل يوم أقلامنا، ليس كرهاً في تعز فهي معشوقة أبنائها ولا انتقاداً لشخصك الكريم فأنت من استقبلته أرواحنا بتفاؤل لم نحمله لأي مسؤول قبلك، ولكن نريدك أن تفهم مطالبنا فهي ليست مستحيلة، فنحن لا نرسم أحلامنا بأقلام الخيال، فكل ما نريده مدينة نظيفة خالية من كل التشوهات التي تجعل القُبح يرافق وصف زائريها.. فهل ستبتسم تعز يا سيادة المحافظ؟!.
× بقايا حبر:
اعذريني يا تــعز فقلمي هذه المرة لن يؤدي شعائر الرضا بتلك الطقوس المعتادة التي انتهكت قُدسية جمالك!.
naaemalkhoulidi23@hotmailcom
نعائم شائف عون الخليدي
هل ستبتسم تعز يا سيادة المحافظ؟! 1983