عندما نشتاق إلى الكتابة نعانق الأقلام دون استئذان ونراقص الأوراق دون خجل رغم صدود القلم وجفوة الحبر ,نكتب هذه المرة توجعاً لا فرحاً بعد ذلك الأمل المفقود الذي ما يزال الضمير الإنساني يبحث عنه، يقاطع الصمت وينتظر الإجابات المجدية والصريحة من أفواه العرب. إلى متى تظل سوريا تحتضن الموت وتنزف الجراح ؟ إنها ما تزال تمطر دموع الحسرة في زمن ضاعت فيه الغيرة واختفى منه العدل والإنصاف والمروءة... حيث تقف الكلمات بغصة البكاء والدموع تمطر بغزارة على أبرياء قتلوا دفاعاً عن الشرف والعزة والكرامة.
إلى هنا نعتذر يا سوريا فلقد نسى العرب والمسلمون صرخاتك المؤلمة، يأكلون ويشربون ونسوا أنك بين أصوات الرصاص وضجيج الصواريخ والطائرات الحربية...! نسوا أنك تشربين الدم وتتجرعين مرارات النظام المستبد بشعبه نعتذر فإن غيرة العالم شيعت ودفنت في مقبرة الجبناء بعد أن طحن الأسد بأنيابه الحادة كل ما هو جميل على الأرض السورية والثعالب الماكرة هي من تدعمه بأصواتها المزعجة والمقززة في أرجاء الغابة الضخمة.. نعتذر لأننا لم نستطع أن نساعدك حتى بالبكاء على شهداءك الأحرار والحرائر ولم تكن تلك الصور المرعبة للأطفال وهدم المنازل تهز المشاعر وتجلب الشفقة,لا نملك سوى الكلمات التي نسطرها بمزيج من الدم إليك بعد أن ظل العالم يشاهد خلف الشاشات ما يجري وهو مشغول يطالب باستحقاقاته الداخلية.
فصبراً يا أهل سوريا إذا لم يتحدث العرب والمسلمون.. ومهما ضاعت عدالة الأرض تبقى عدالة الله في السماء ونحن اليوم لا نملك إلا رفع السبابة مهللين ومكبرين ندعو المولى عز وجل أن يرفع عنك هذا الظلم وينتقم من الطاغية الذي ما يزال يسكن أرضك الطاهرة.
خليف بجاش الخليدي
نعتذر يا سوريا 2050