ربما نحن بحاجة إلى مصطلحات جديدة أو بالأصح لغة أخرى يفهمها المسؤولون في هذا البلد الكثيرة أوجاعه، تزداد تناهيد أنينا بمناشدات غير مسموعة، تعز يصرخ أبناؤها من ضنك العيش وضنك الحمى وكالعادة الانفلات الصحي هو عنوان القضية وليس جديداً، فالرقابة الصحية غائبة تماماً عن مختبرات شبه منتهية ومستشفيات شبه حاضرة تقوم بدورها بتكاسل وإهمال لا يرتقي لمستوى المهنية التجارية التي تتطلع إليها حمى الضنك، قد تكون القشاية التي قسمت ظهر المواطن نتيجة تراكمات الوضع البيئي والصحي المتدهور، فكيف للصحه أن تلازمنا ونحن نتعايش والمجاري الطافحة في كل حارة ومع أكوام القمامة المتراكمة على أرصفه الشوارع لتكون النتيجة غير مقتصرة على البعوض فقط بل حشرات غريبة تغزو أجسادنا لتستقي منها العافية مقابل أن تمنح فيروسات تثقل كاهلنا بأمراض لا تقوى عليها تلك المستشفيات التي تحتضن جيوبنا قبل أوجاعنا وكل هذا والمسؤولون غير متفرغين سوى لتلك السياسة القذرة التي تبعدهم عن مرارة الوضع الذي يتجرعه المواطن وتقربهم من مصالحهم التي يتناحرون عليها على مرأى ومسمع من أوجاعنا والمشكلة أنه إذا ربي فتح علينا بمسؤول متقي الله يهتم بالناس ومشاكلهم تظهر الفئة الملعونة التي تجند نفسها لمحاربه كل من يعمل بضمير من أجل الوطن ونتقبل الوضع بمقولة جدتي "بباب كل جنة شيطان" وننتظر بصبر أيوب متى تنتهي صراعاتهم لنبدأ نحن العيش.. نحن لسنا بحاجة لدعاية توعية وإعلانات إرشادية بقدر ما نحن بحاجة إلى وجود فعلي يقتلع المشكلة من جذورها، وجود لا يكتفي بالحلول التي تخفي العيوب بجمال مزيف سرعان ما ينكشف قُبحه، فالبيئة النظيفة هي المفتاح لمجتمع صحيح والمستشفيات بحاجة أيضاً إلى اقتلاع جذري لأن وجودها كمبانٍ مجوفة مفرغة من الكوادر الطبية المؤهلة ومن الإنسانية يجعل من وجودها كارثة تزيد المعاناة ولا تخففها..
وفي نهاية سطوري الموجوعة أختم بدعوة سمعتها من مريض يرقد في أحد المباني التجارية التي تغيب عنها صفة المهنية (الله يجعل للمسؤولين حقنا حُمى تنهك أجسادهم عشان يكون في مبرر يشفع لغيابهم).
*بقايا حبر:
هذه المرة أسمع صراخ مدينتي الموجوعة يركض نحو المجهول ليتوقف صداه عند باب مسؤولية على قلبها وقرا..فهل سيجدي الانتظار؟.
نعائم شائف عون الخليدي
متى تنتهي صراعاتهم لنبدأ نحن العيش؟! 1874