فاز الطالب فلان الفلاني بمنحة للدراسة في الخارج على نفقة الدولة وصفق الجميع وابتهجوا ولهجت الألسن بالثناء على الحاكم المبجل!..وفاز فلان آخر بمنحة للدراسات العليا في البلد الفلاني من الجهة الفلانية.. تعالت الأصوات بالدعاء: باركك الله يا رئيسنا المبجل..ما أكرمك مع شعبك!!..منحة لهذا.. ومنحة لذاك..والجميع يهتف باسمه المبجل , وهو يتعاظم مصدقا بأنه يتكرم على الشعب الذي يجب عليه إبداء الامتنان والتقدير الجزيل والمبالغ فيه لهذه المنح الجليلة من الحاكم الطيب الذي يقتطع من قوته ويسحب من أرصدته من أجل رفعة الشعب ورفاهيته!!ومن يجادل في هذا فهو الجحود الناكر للمعروف الخائن للوطن وللأمة!..
ألا ترون كيف رصف الطرق , وشق الجبال , وذلل الصعاب , وأنفق الملايين لخدمتكم؟ يا ناكري الجميل ألا تشكرون؟ أتأكلون وتنكرون؟!! من صنع لكم كل هذا أليس هو؟
ومن يكون هذا الـ هو؟! وهل يخرج ذلك من تركة أهله؟ من أين أتى بالأموال التي صنع بها هذه الأمجاد المبتسرة المبتورة العوجاء؟.
سماها منحاً وصدقتموه , وعدها مكرمات ورددتموها بعده , وهي ليست من ماله ولا من مال أبيه..بل غالباً ما تكون بقايا فتات علية القوم يرمون بها للعوام كذر للرماد في العيون!.
جاء أعرابي للنبي "صلى الله عليه وسلم " وجذبه بثوبه حتى علّم على جسده فاحمر من شدة الجذب وقال: يا محمد أعطني من مال الله الذي عندك، فغضب الصحابة وهموا أن يبطشوا به ,فمنعهم النبي"صلى الله عليه وسلم " قائلاً:دعوة فإنه صاحب حق!!.
فليرفع هذا الشعب عن كاهله ثقافة الاستجداء والمسكنة , ولننشر المفهوم الصحيح بأن الحاكم خادم للشعب وقيم على أمواله ليس أكثر.
نبيلة الوليدي
سيد القوم خادمهم 2651