أيها البراغلة المسكونون بحب خرافي لهذا البلد ، المتماهون بمشاعر ملائكية لأن يصبح الإنسان كفرد كفيل بأن يحرك كل الأصنام التي انضوت تحت مظلة الحكومة .
لا أحد البتة يتحسس وجعكم المركب " قتل ، أمراض ، إهمال ... " ولا هنالك من ضمير يصحو على واقعكم المثقل بالبؤس ويفتح عينيه على مجاميع التوابيت المحمولون بها إلى دار أخرى .
أيتها الأم المكلومة : مهووسون بجمع المال ومنشغلون عنك بسفاسف الأمور ، ونترك لك حزنك يقتاتك فريسة سهلة مع كل ولد يغادرك وأنت تتشبثين بجثته التي انفصلت روحها .
أتدرين يا أيتها المدينة الموبؤة بالموت ، بأن المسئول في بلدتنا مهتم بربطة عنقه ، يرتشف قهوة الصباح مستمعاً لصوت فيروز " يا جبل اللي بعيد خلفك حبايبنا ! " فلم يعد له حبيب في هذا الوطن بل يسرحون ويرتعون في بلدان أخرى وأرصدتهم فائضة بحقوقك، ثم يثير قرفك باهتمامه بقطة تسكن فيلته ويصم أذنيه عن صوت أنين البشر .
حكومتنا تقاسمت خيرات الوطن ولم يتبق لنا نصيب - يا حراااام -لتجهز لنا مستشفيات تستوعب أوجاعنا ، وليست قادرة على تأمين المنافذ أمام مهربي السموم ، وكلتا يديها مشلولتان عن تثبيت الأمن، وفي مجمل القول ليس هذا واجبها القانوني والأخلاقي ، وليس لهم من واجب سوى أن يؤدوا أدوارهم في مسرح الدمى .
أيتها الحكومة أما آن لك أن تستشعري واجباتك ، وأن تنحازي كلية لشعب صعدتي على تضحياته ، وتقاسمتي الوطن ولم تدركي بعد دورك في مرحلة كم يحتاج فيها الوطن لمحبيه.. خجلك أيتها الحكومة وتمنعك عن الإنصات لهؤلاء البشر والانتصار لهم يثير شهوات البغض والمقت لكم ، وتدفع بكل نفس لاتخاذكم عدواً لدوداً .
تعز لا تحتاج لخطابات جوفاء وتنديد واجتماعات لا تسمن ولا تغني من إسكات ألم ، ما تحتاجه الحالمة أن لا تراكم أصناماً ينتظرون أن تسجل حمى الضنك أرقاماً قياسية وتدخل موسوعة جنيس بعد أن يفوق عدد البراغلة الذين حصدت أرواحهم حمى الضنك يفوق بكثير عدد ضحايا الحرب العالمية الأولى والثانية وبهذا يشخط بأقلام من نور في عهد حكومة الوفاق سجلت تعز رقماً قياسياً في عدد الراحلين إلى الدار الآخرة " واحمدوا الله يا براغلة ."
ما تحتاجه تعز أن ترى أصنام الحكومة مجرد مصطلح أخترعه ساذج ومعتوه وأنهم محبو لوطنهم وبعد هذا لا خوف ، ألم أو فجيعة ستحل على أي إنسان يمني .
* غصة وطن :
مدينة الأحلام تبحث عن سرير دافئ
تجثو على أوجاعها
أربابها خجلاً تواروا في السراب
عاد الجميع
صلبوا على عرش الخديعة
أينما شاخت وجوه .. ماذا ترى ؟
أصنام يا وطني ..
أحمد حمود الأثوري
تعز وحكومتنا الخجولة (3 3) 1626