حكومتنا حكومة غافلة عنا ومصابة بخمول يثير التعجب وتجيب نفسها بنفسها لتثبت لنا بأنها ليست جديرة وأنها صعدت فوق رؤوسنا من واجب المحاصصة فقط ، وهذا تفسير صمتها المخزي أمام قوافل البشر التي تساق للموت مهدرة "الصفائح".
حكومتنا .. أبناء تعز يجتهدون في فتح شفرة هذه المفردة التي لم تورثهم سوى "الضنك ", مكرفسون حد الشلل والفجيعة..
أم تطارد أملاً كسراب بقيعة وهي تحمل أولادها الواحد تلو الأخر وتعود بهم إلى القبر .. لم يكونوا ضحايا حرب أو اقتتال .. لم تدهسهم دبابة أو ينقلبوا في نقيل " الإبل أو سمارة ".. اقسم لكم لم يسكر أحدهم أو يعبث بقطعة سلاح حتى انتهى أجله " فقط ينتقلون على بساط "الضنك " وهذا مؤشر بأن الأيام المباغتة التي سبقت موتهم كانت ضنك ، " يعني خاتمة مضنكة "..
وأنت في غمرة هذا الضنك المضني والحزن المخيم على فقدان أحد أبناءك توقظك فاتورة المستشفى الخصوصي وتدخل بغيبوبة من الرقم الذي يجب عليك دفعه، تتذكر كم دلفت مستشفى حكومياً فوجدت طوابير من المرضى ينتظرون سريراً ومن حظي بسرير لم يجد أي عناية وتبدأ رحلة البحث عن طبيب يستمع لآلامك! تتأكد بأن الحكومة لا تأبه بك أو بنا !.
تعز . لعقود استغل ميناؤها لإدخال السموم من أدوية مهربة منتهية الصلاحية طبياً و الحبوب المنشطة والمخدرة وأصناف الخمور ، فقط لإقحام أبناءها فيما يجعل حياتهم بائسة وشقية ولتكون هذه المدينة الثورية منشغلة بمشاكلها الداخلية كي لا تنظر إلى ما هو أبعد من ذلك لتحرير اليمن من كهنوت الظلم والجهل والفساد !.
تعز .. بسلاطينها من " بركاني ، سامعي وعتواني " لم تنال خيراً من هؤلاء وغيرهم كثر ممن صعدوا إلى منظومة حكومة اليمن, بل عانت الكثير من السياسة البلهاء وتناسي أبناؤها لها بلحظة خروجهم من منطقة الحوبان وإكتفاءهم " ببيع الكلام أو المزايدة على حقوق البسطاء "
تعز.. قدمت خيرة أبناءها فداءً لوطن لم يورثها سوى الهوان وهي الجديرة بالخلود إلى قمة المجد بما جادت به " شهداء ثورات اليمن ، المخفيين قسرياً ، المسحولين في أزقة صنعاء إبان حصار السبعين و...
هل انتصرت الحكومات المتعاقبة لهذه المدينة، أو كجزئية بسيطة لهؤلاء " عبد الرقيب عبد الوهاب ، حمود ناجي سعيد ، النعمان ، ماجد مرشد ، الفضول والقائمة تطول .. "؟..
سؤال خجول يحضر دوماً: " ماذا لو تخلت تعز عن هذا الوطن الذي نحب واستدعت أبناءها من ربوعه؟ سيغدو الفراغ كفيلاً بأن يدرك كل مشحوط ومهنجم ما لهذه المدينة من أهمية بأبنائها الذين تتنوع حرفهم والذين ما ادخروا جهداً للنهضة بهذا البلد .
تعز.. تنتظر هذه الحكومة بأن تستفيق، وتتصبر على هذه الجراح النازفة، وتنتظر منهم على الأقل من أبناءها إذا أصبحت حكومتنا مجرد أصنام بلهاء!..
الحديث لم ينته بعد .. فمازال في القلب وجع مرير يسطر في الغد.
* غصة وطن :
نحن هنا يا دولة الأصنام
على التوابيت العتيقة في زحام .. في زحام
هل تسمعون ؟ هل تدركون ؟
نخطوا إلى قبورنا ولم نودع بؤسنا
لا لم نعانق وردة الأحلام في حياتنا
متنا جميعاً .. في زحام .. في زحام.
أحمد حمود الأثوري
تعز وحكومتنا الخجولة ( 2- 3 ( 1862