لا أخفي عليكم أن انحراف الفتاه فعلاً يكسر الظهر ليس لأنها فتاه ولكن لأننا في مجتمع ذكوري يعد انحراف الولد طيشاً وانحراف الفتاه جرم وعار ومصيبة وإلا فانحراف الفتاه مثل انحراف الولد يكسر الظهر.
تقول أمثال المجتمع الظالم : "ولد جاء ومات ولا علوم البنات" أو" هم البنات للممات" فأي هم هذا الذي يجعل الفتاه تنشأ منذ مولدها وهي تشعر بالانتقاص كونها خلقت أنثى ويظل ينهال على مسامعها من الأمثال ما يقصم ظهرها ويذل كرامتها طوال حياتها، وأنتم تقولون في وجهها" البنات كسارات الظهور" فكيف لا تكسر ظهوركم بعد ذلك إذا ما نظرت إلى نفسها هذه النظرة الجسدية البحتة.
رسائل سلبيه:
( كسارات الظهور, جالبات العار, حبائل الشيطان، منبع الغواية, المرة مرة ولو تنمره، المرة ما يستره إلا القبر, لا تأمنوهن ولا تأخذوا بآرائهن).
رسائل سلبيه يتبرمج عليها عقل وفكر ونفس الفتاه منذ نعومة أظافرها.
يقول د هلمستتر" إن ما تضعه في ذهنك سواء كان سلبياً أو ايجابياً ستجنيه في النهاية".
ويقول د ريتشارد باندلر ـ أحد مؤسسي البرمجة اللغوية العصبية: " إن للاعتقاد قوة كبيرة, فإذا استطعت أن تغير اعتقادات أي شخص فإنك من الممكن أن تجعله يفعل أي شيء" فإذا تربت الفتاه على احترام ذاتها وعاشت لأهداف تسعى لتحقيقها وشعرت بأهميتها وسمو مكانتها لا يمكن أن تنحرف.
الحرمان العاطفي:
البنت كائن عاطفي, لا يشبع من العاطفة أبداً وتظل الفتاة تبحث عنها وإذا لم تجدها أو تشبع منها في البيت بحثت عنها خارجه والحرمان العاطفي أحد أهم أسباب انحراف الفتاه, وأعرف من البنات من لا تعرف حضن أمها أبداً, ومن مستحيل المستحيلات أن تفتح قلبها لامها أو تبوح لها بأسرارها, لأنها تعلم أنها ستقابل أما بالامبالاه او بالعنف.
أين تلك إلام التي تحتوي ابنتها, وتكون صديقتها ومستودع إسرارها؟
أين تلك الأم التي تلجأ إليها الفتاه إذا انقطعت بها السبل ؟
تقول كثير من الفتيات: إلا أمي، ممكن أحكي ألجأ إلى أي إنسان إلا أمي، أمي لو عرفت باتقتلني, أمي لو عرفت ما باتسامحني طول عمري.
وتشعر الفتاه بالحرمان العاطفي وهي ترى بعينيها تفضيل أمها لإخوتها الذكور وتشعر بالحرمان العاطفي وهي تسمعهم يقولون ما للنساء إلا العصا، وتشعر بالحرمان العاطفي وهي تعاني تسلط إخوتها الذكور حتى منهم أصغر منها، وتشعر بالحرمان العاطفي عندما لا تسمع كلمة طيبه ولا تحظا بلمسة حانيه وتحرم من أبسط حقوقها وتعامل وكأنها جاريه فإذا ما خرجت الشارع تنهار بين يدي أول شاب يشعرها الحنان والأمان ويسمعها كلمات الحب والغزل.
لا تكسرها فتكسر ظهرك:
قالت لي بحزن يخلطه التحدي والغيظ والرغبة بالانتقام: " أشتي أكسر ظهر إخوتي".
قلت لها: حرام عليش.
قالت: أشتي انتقم منهم.
وأعرف أن إخوان هذه الفتاه دائماً يكسرون خاطرها وكرامتها وقلبها, ولذلك أرادت أن تكسر ظهورهم.
فلابد للفتاه أن تشعر بالأمان والاحترام والتقدير وهذا مما يعزز ويقوي جهاز المناعة لديها ضد مرض الانحراف.
تقولي لي أخرى أنا لولا احترام أبي وإخوتي كنت عملت إلي براسي بس أذكر احترامهم لي فأتنازل حتى عن بعض حقوقي ولهذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بهن قائلاً: "من كان له أختان أو بنتان فأحسن إليهما ما صحبتاه كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وقرن بين إصبعيه".
وللحديث بقيه إن شاء الله
أحلام القبيلي
لا تكسرها فتكسر ظهرك "1" 2195