الحديث عن اليمن يعني الحديث عن الظلام والضنك ! البلاد التي تكتسي بالظلام طيلة اليوم خاصة بالقرى والعُزل هي نفسها البلاد التي يموت أبناؤها بحمى الضنك دون أدنى اهتمام بهذا المرض وكيفية الحد منه ومن خطورة تفشيه بشكل ملفت في الآونة الأخيرة..
تعز إحدى مدن اليمن الأكثر حظاً في الظلام وحمى الضنك وأقرب مثال منطقة شرعب والتي تغط في ظلام عميق دون أدنى اهتمام بالمنطقة وأعمدة الكهرباء النائمة أيضاً!.
أبين أيضاً هي الأخرى تغرق في الظلام ولأيام دون رحمة أو عين اهتمام لمدينة تعاني الأمرين تحت وطأة الحروب والنزاعات، لا أعلم أين يكون المحافظ مثلاً حين لا يعرف أن مدينته مسكونة بالسواد وأن أبناءها بحاجة إلى الضوء كأبسط حق من حقوقهم المدنية والمعيشية ولماذا لا يتحرك ليحل المشكلة أم أنها لم تعد مشكلة لمدينة طالما وفي أعوام سابقة تجرعت الظلم ومازالت تتجرع ويكتفي بأن يمتلك ماطور في منزله والبقية لا يهمه أمرهم ؟!.
لن ننكر أن هناك تحسن طفيف حدث في بعض المدن بما يخص الكهرباء ولكن ينبغي ألا ننسى القرى والعزل، ففيها من المعاناة والأنين ما يسد عين الشمس في ظل تجاهل مخزٍ للمسئولين لأدوارهم المفترض تجاوبها سريعاً في حل المشاكل المؤرقة التي تعاني منها قراناً والعزل..
المعاناة الأخرى تتمثل في مرض حمى الضنك والذي بات فاجعة تحصد أرواح الشباب بسرعة خاطفة دون أن تشعر وتحت سقف الصمت والتهوين من حجم المشكلة، في مدينة تعز مثلاً تتسارع أخبار الوفيات بسبب هذا المرض المتفشي والصمت المخزي الجواب المميت..
ماذا ننتظر أكثر من هذا حتى نتحرك ونهتم قليلاً بصحة وبأرواح شباب بأعمار الورد تنتهي حياتهم في الصمت أيضاً وفي ردحات المستشفيات التي لا ترحم سكاكينها أيضاً؟..
لمحافظ تعز : تعز التي تحبها وتحبك تحتاج أكثر إلى رعايتك واهتمامك المُغدق خصوصاً فيماً يتعلق بمشكلتي الكهرباء في القرى وحمى الضنك اللتين تَحلا لعنة على أبنائها فتموت أرواحهم حية ضحايا التهاون والإهمال..فأنقذ المدينة وأنت أهل للثقة.
أحلام المقالح
بلاد الظلام والضنك ! 2104