ها هو 26 سبتمبر يقبل في يوبيله الذهبي والذي كان بمثابة بوابة للانعتاق من عهد الانغلاق وبعد كل هذه السنين ما زلنا في ذات النفق المظلم، فأتت ثورة فبراير 2011 لتكون بوابة الأمل للخروج من هذا النفق الذي كاد أن يسود في أعيننا لولا لطف الله ثم إرادة هذا الشعب الأبي الذي انتفض ضد الظلم وانتصر بإرادته الحرة، فقطع مسافة كبيرة في درب اليمن الجديد ومازلنا ننتظر مزيداً من القرارات التي تحقق أهداف ثورتنا المجيدة.. ومن هنا نبارك للشعب اليمني بكل فئاته هذه المناسبة الكريمة وعلى رأسهم رجال وحرائر النضال وعشاق الكرامة وهي خاصة إلى أرواح الشهداء وإلى من سقوا الأرض من معين دمائهم الطاهرة في كل المراحل التاريخية لهذا الوطن العظيم بأبنائه , تهانينا للجميع إلا أن هذه التهنئة لا يستحقها أي فاسد ولا أي مقصر في أدائه الوظيفي أو متوانٍ في عمله، لا يستحق التهنئة من عبث بثروات الوطن ومن نهب مشاريعه لا يستحقها شخص استغل وظيفته الحكومية في ممارسة الظلم والطغيان لا يستحقها من نهب أراضي الدولة أو أراضي المواطنين، لا يستحقها من أساء إلى الوحدة وتسبب في الإساءة لأبناء المناطق الجنوبية, لا يستحقها من يساهم في نشر الفوضى وإشاعة الخوف بين الناس، لا يستحقها من يساهم في زعزعة استقرار الوطن وإقلاق السكينة العامة لا يستحقها من يفجر أنابيب النفط والغاز ومن يضرب أبراج الكهرباء, لا يستحقها المتسلقون على أنين المساكين ولا المتهافتون على حقوق المواطنين، لا يستحقها من ينهب الوزارات والإدارة الحكومية، لا يستحقها من ينهب السلاح أو من يوزعه بين الناس لأغراضه الدنيئة لا يستحقها المتورطون في الفساد حيثما كانوا وكيفما كانوا، لا يستحقها من أشاع الفتن وكرس الطائفية والتفرقة العنصرية والسلالية والمناطقية بين أبناء الشعب الواحد, لا يستحقها الجبناء ممن باعوا ضمائرهم للشيطان, لا يستحقها البلاطجة والعملاء لا يستحقها من حمل السلاح على أخيه المسلم لا يستحقها كل من قتل وفجر وسفك الدماء ودمر باسم الله أو الوطن، لا يستحقها من كانت الوطنية لديه مجرد شعار أو مادة إعلامية أو طريقة للعبور أو سبيل للمزايدة، لا يستحق هذه التهنئة أصحاب المشاريع الضيقة والعصبيات المقيتة فالوطن أكثر من جرد شعار وأكبر من مجرد فعالية أو تهانٍ مدبجة بالأسماء الرسمية والصور المنمقة، الوطن أكبر من صور تعلق على الجدران أو أعلام تعلق على المنابر الوطن هو روح تسري في الأبدان تجبر المرء على الفعل بمسئولية رشيدة تقود إلى نهضة هذا الوطن وتساهم في تنميته ورخائه, الوطن معنى خالد في النفوس المخلصة تترجمه الأفعال الخالدة.
تغريدة..
كيف يحتفي بالوطن فاسد خان الوطن؟
توفيق الخليدي
تهانينا للجميع إلا هؤلاء !! 1826