كثيرة هي القرارات التي تُفرض على الشعب، ومن أهمها تقليد الاحتفالات السنوية بأعياد الثورة، لو أستفتي الشعب لقال إن الاحتفال الحقيقي بهذه المناسبات الثورية هو تخليص الشعب من الفاسدين والإعلان عن موعد محاكماتهم العلنية، إن الفاسدين يجدون الفرصة في أجواء الاحتفالات والأنوار والفرقعات لينهبوا مزيد من المخصصات أما الفقراء من عامة الشعب سيزداد حزنهم بثورات قديمة صدئت وماتت وتعفنت وخرج منها ديدان الفساد الذين نراهم اليوم يصرون على إقامة الاحتفالات والصديد مازال تحت الجرح، يريدون أن يشيعوا الفرح وتقرحات الجوع في شفاه البسطاء تقتل الابتسامات، قرار لابد له أن ينفد، لابد للناس أن تفرح وأن تتظاهر بالمرح ولابد للفنان أن يهز الوتر وليس في قلبه غصة على كيس القمح المتهالك وصفائح الزيت الخاوية ومعاناة لا حصر لها، نسمع النشيد كأنه نحيب، وكأنه يقول لا تحسبن أرقص بينكم طرباً، وفي وطن تموت فيه الأحلام، لابد تنمو فيه أزهار البلاستيك بلا روائح، ولأن قرار الاحتفال قد صدر فلا بأس أن نقضي بعض الوقت نستمع إلى " والله بلدنا نورت" بينما الظلم والظلام يحيط بكل من ليس له علاقة بالاحتفال.
أمل عياش
والله بلدنا نورت 1839