تواجه الدول العربية بشكل كبير مشكلة تكاد تنشر مخالبها لتغطي مساحات واسعة من الوطن العربي ونخشى من استفحالها لتصبح في النهاية آفة تنخر جسد الإنسان وهذه الآفة أو المشكلة هي البطالة وخاصة عند الشباب وبالأخص عند الخريجين منهم..
اليمن تحظى بنصيب الأسد في تفشي هذه المشكلة المهمشة من قبل حكوماتنا، فقد أصبحت الشهادة والتخرج هاجسا يسعى الشباب لتحقيها أملاً في مستقبل مشرف وزاخر بالأماني والأحلام والانخراط في مؤسسات المجتمع اليمني والبناء الفاعل للحضارة التي تمثل كل دولة لتحقيق الذات التي نعيش جميعاً من أجل الوصول بها إلى مراتب عالية ومكانه أفضل.
يمضي الشباب فترة دراستهم في جد وكفاح من أجل التخرج ليجدون أنفسهم بعدها متسكعين في الطرقات العامة أو المقاهي بانتظار فرص العمل التي قد لا تأتي إلا بعد أعوام يهيم خلالها الشاب على وجهه.. ويعيش حالات الفراغ التي تؤدي به إلى انحرافات عدة يحاسبه عليها القانون ومن ثم المجتمع..
إضافة للفقر والعوز وجهل الشعب والمضي في سراب الغد التي تؤدي أحياناً إلى الانتحار لدى بعضهم لشعورهم بالفشل وإحساسهم بعدم أهميتهم في المجتمع قد يؤدي بهم أيضاً إلى فعل مالا يرضي الله عز وجل ولا يطيقه العرف والشرع والعادات والتقاليد كقطع الطرقات أو البحث عن المشاكل أو استقطابهم من قبل جهات حاقدة على استقرار أمن ووحدة الوطن وذلك باستغلال ظروفهم المادية والنفسية والمعنوية وبما يسيء للوطن ومصالحه..
وقد يودي ببعض الشباب أيضاً إلى الهجرة والبحث عن العمل خارج حدود البلاد بأقل التكاليف والرواتب وما يزيد الطين بله في بلادنا اليمن إن الرشوة والوساطة تلعبان دوراً رئيسياً في معدل البطالة ويقلل فرص احترام وحب الوطن لدى الشباب الذين لا يجدون غير الله عز وجل...
فهل يا ترى بعد قيام بل انفجار الثورة الشبابية في اليمن ستؤسس الحكومة الحالية خططاً عملية وجدية لتوظيف الشباب والعمل على استغلال القدرات والمواهب المحلية في النهوض بالوطن اقتصادياً وعسكرياً وعملياً ومالياً أم أنها سوف تكتفي بالوعود الكاذبة التي كان يرددها النظام السابق؟.
رمزي المضرحي
البطالة ..... 1790