لن يحدث التوازن في المعادلة الأمنية التعزية إلا إذا وجدت آلية قوية لضبط المسلحين والخلايا التي تحمي وجودهم بهذه الصورة العشوائية والمستفزة والتي أظهرت مكان وحجم ونوع الخلل الذي نعاني منه في اتخاذ القرار وتنفيذه بطريقة منظمة، كما أن ذلك لن يكون ممكناً إلا إذا توفرت قوانين حكومية شاملة لا تحمي جهودها أطراف خفية ولا تطلق ضحاياها رؤوس كبيرة تستحق أن تُعاقب على خيانتها للوطن وللشعب ولله قبل كل شيء، لأنها تطلق سراح الفساد وتحاول أن تحبس حرية الحق والعدل سعياً خلف حفنة مال قد تحرق الأخضر واليابس في ظل عزوف البعض عن السير بقوة في طريق تحقيق الانتشار الكامل لسلطة القانون وبناء جسور للتواصل بين الدولة والمواطنين الذين استفادوا بقوة من درس الأمس ويحبون أن يصلحوا بأيديهم ما أفسدته يد الغير حُباً في الله ثم في هذا الوطن.
وفي تعز تحديداً تنبعث رائحة التمرد من زوايا المدينة كل يوم في شكل زخات من الأعيرة النارية، يذهب ضحيتها أشخاص لا حول لهم ولا قوة، فمن الذي يقف خلف هؤلاء؟ ومن أعطاهم الحصانة ضد القانون؟ وما الذي يجنونه من هذا الجنوب المستحكم؟!
لقد كانت دعوة الأخ المحافظ لأبناء تعز الكبار من المشائخ والأعيان والسياسيين والإعلاميين وأبناء الساحات الذين يميزون الحق من الباطل، كانت دعوته لهؤلاء واضحة المعنى عميقة المقصد حين دعاهم في رمضان الماضي لمؤتمر تعز المحلي الأول لإشهار ميثاق الشرف والتضامن لأجل تعز بعد إدراكه لخطورة الوضع الأمني المنفلت داخل المحافظة، ولإدراكه كرجل مرحلة أن التنمية لا يمكن أن تحدث في ظل هذا التطرف والتعصب والميول الكامل نحو العنف ولقد كان حرياً به أن يعلن مسؤولية الجميع في تحقيق مظلة أمنية دائمة في تعز الباسمة عبر الإبلاغ والمراقبة وملاحقة المعتدين على أمن المواطنين في كل حارة وزقاق ورصيف وزاوية تئن جنباتها من وقع أقدام المفسدين على ظهرها دون أن يكون لها خيار التعبير عن ما يحدث لها من ظلم وإجحاف وبطش من أبناء جلدتها العاصين ومن يصمت عن أفعالهم من المتخاذلين.
ولهذا نقول إن ميزان العدالة لا يمكن أن يقف على كفة واحدة وإن سلطة القانون لا يمكن أن تعتمد فقط على إبداعها اللفظي في سن الشرائع المنظمة لحفظ حياة الناس وإن أداة التطبيق يجب أن تتوفر في يد من يستطيع استخدامها في الحق وليس في باطل يهلك الحرث والنسل، من هنا وجب على الدولة أن تضرب بعصاها التي لا تخطئ وتصفع بيدها التي تقصد التأديب والتهذيب حتى يستقيم الأمر وتعود اليمن كما كانت يمناً للحكمة والطيبة والتسامح والكرم.. لكن السؤال: متى يصبح للدولة عصا لا تخطئ؟.
ألطاف الأهدل
متى يصبح للدولة عصا؟!! 2045