إن الحفاظ على حقوق الإنسان هو حجر الأساس في استقرار أي مجتمع، فأينما وجدت مجتمعًا مستقرًا وجدت إنسانًا مطمئنًا على حقوقه، وما لا شك فيه أن لتعليم حقوق الإنسان لكل فرد من أفراد المجتمع وإدخالها في ثقافته وتحويلها إلى واقع، مردودًا كبيرًا في تعزيز فهم حقوقه أولاً، واحترامها والحفاظ عليها والشعور بالكرامة والحرية ثانيًا مما يدفعه إلى المشاركة بفعالية في تنمية وطنه ورفاهية مجتمعه وحفظ السلام. وهذا ما أيدته التجارب.
إننا نسمع في هذه الأيام صيحات تتوالى من هنا وهناك تنادي بضرورة الحفاظ على حقوق الإنسان وتؤكد على احترام ما اتفق عليه من عهود ومواثيق تنص على حرمة هذه الحقوق وعدم المساس بها، وهذا شيْء جميل ترتاح له النفس، غير أن الإنسان يكاد أن يصعق عندما يواجه واقع الحياة في هذه الأيام حيث يتملكه الخوف، ويأسره الجزع، ويستحوذ على قلبه الحزن ويذهب به الهلع، وهو يرى ويسمع ما يدور حوله وما يجري على الساحة من أحداث.
أسائله كثيرة تخطر في بالي لا اعرف لها جواباً يشفي القلب، أسئلة كثيرة تنتابني أينما ذهبت، هل منظمة حقوق الإنسان مسيسة وتستمد قوانينها من البشر أو من الكتب السماوية التي أعطت الإنسان حقوقه الكاملة ؟ هل العاملون في منظمة حقوق الإنسان راضون عن الذبح والقتل والفقر في العالم وخاصة العربي منة ؟هل عندهم الرؤيا بأن يكونوا متواجدين في المحاكم كمحامين يدافعون عن الفقراء والأبرياء المتهمين في قضايا مختلفة ؟هل عندهم الرؤيا المستقبلية بأن المريض يعالج في المستشفى الذي يريده، فقيراً كان أو غنياً ابن مزارع أو ابن وزير سواءً بسواء؟.
نعم، أقول إن هذا الإنسان المسكين يكاد أن يصعق وهو يرى كل هذه الأمور تحدث أمام عينية فالدين يمتهن، والعقول يحجر عليها من غير سفه، والأنفس تزهق بلا ثمن، والأموال تسلب دون غرم، والنسل بعد ذلك في خطر، كل ذلك يجري في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات منادية بحرية وكرامة هذا المواطن.
ولا عجب في ذلك، ففي غياب الإسلام وعقيدته، وضعف المسلمين وظهور الباطل وتحكم أهله، يعذب الإنسان وتشقى الإنسانية ويعيش الناس حياة الخوف على الدين والعقل والنفس والمال والنسل : تلك الأصول الخمسة التي أكد الإسلام على حفظها ورعايتها منذ أول يوم جاء فيه ليدين به البشر، وأيد الإسلام حرمة هذه الأصول بمؤيدات ربانية وحماها بما فرض من قصاص وحد من حدود وشرع من شرائع.
ففي ظلال هذا الدين أمن الناس على عقائدهم ودمائهم وأموالهم وعاشت البشرية حقبة من الدهر تنعم بما حباها الله من أمن وطمأنينة، وتبدلت الحال في هذه الأيام وعادت البشرية إلى عهد الإطراب والخوف وقتل الملايين وخاصة في بلاد الإسلام وغيرها مثل فلسطين والعراق وأفغانستان ولبنان وسوريا وميانمار وذلك بعد أن تنكرت لهذا الدين وأصبح الإنسان في بلاد الحريات المزعومة أهون على الناس من القطط،والكلاب والتي أصبح لها جمعيات ترعاها وتحميها ومستشفيات تتلقى بها العلاج بدون مقابل أكثر بكثير من الإنسان الذي كرمه الله على جميع خلقه.
ومن هنا فإنني أناشد كل إنسان رشيد أن يعود إلى إسلامنا وعقيدتنا لنسعد وتسعد البشرية بأسرها وصدق الله العظيم حيث يقول :(ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا).
والله أسأل أن يرفع عنا الظلم والبلاء والغلاء وأن يديم نعمة الإسلام والأمان على أمة محمد صلى الله عليه وسلم في مشارق الأرض ومغاربها.
رائد محمد سيف
أين حقوق الإنسان المسلم ؟؟ 2237