بداية نبارك للطلاب بداية عامهم الدراسي الحالي آملين أن يكون عام جهد واجتهاد للوصول إلى مستويات متقدمة من التفوق المأمول فهم مستقبل هذا الوطن , وإن كان لنا من ألم لما وصل إليه حال التعليم في هذا الوطن العزيز, وأسوأ ما في ذلك هو حالة الإحباط التي تملكت العديد من الطلاب والتي تولدت بسبب سلبية المجتمع، إضافة إلى تردي العملية التعليمية بشكل عام وإن كان للأخير دور هام في ذلك إلا أن التاريخ يحكي أن هناك علماء حققوا نجاحاً متميزاً في ظروف تعليمية وبيئية أكثر سوءاً مما نحن عليه إلا أنهم كانوا يملكون الطموح ويعيشون في مجتمع يمجد العلم والعلماء فيمنحهم الكثير من التبجيل والرفعة فكان هذا من محفزات التعلم والمداومة عليه رغم الصعوبات التي صاحبت واقعهم المتواضع , لكن تعال هنا في اليمن وانظر كيف أن المجتمع يدعو للإحباط من العملية التعليمية فيقول لك أحدهم: أيش استفادوا الأولين؟! في إشارة إلى الخريجين السابقين الذين لم يحصلوا على فرصة وظيفية حكومية -غالباً- والأكثر إيلاماً أن يكون الأب هو صاحب هذه العبارة المحبطة والتي بلا شك تنعكس سلباً على نفسية الطالب ومن ثم على مستواه العلمي وربما قرر ترك الدراسة من حينه ليصبح مجرد عامل عادي مع تقديرنا لليد العاملة لكن أن يكون هذا العمل على حساب مستقبله فهذا تدهور خطير لا يبشر بمستقبل واعد حين يغدو ملايين الشباب وربما الأطفال بمستوى تعليمي متدنٍ في حين أن العالم وصل لمستويات تعليمية يمكن أن توصف بالخيالية , ما روج لهذه العبارة هو نظرة الكثير من الناس للعلم على أنه مجرد طريق للحصول على المال فغاب الوعي وأصبح هم الطالب وربما الأسرة كيف يحصل على الشهادة ولو بالغش فالغاية لم تعد مستوىً علمي متميز يحقق من خلاله المجد لذاته ووطنه ويكسب المال الحلال وكانت مخرجات التعليم مؤسفة للغاية , مع وجود نماذج رائعة لطلاب متميزين هم الآن يصنعون المجد بعيون يملؤها الأمل وهؤلاء هم أملنا بعد الله , وهنا أتساءل ما الذي استفاده من ترك التعليم وذهب للعمل؟ خاصة إذا ما علمنا أن بعض الآباء -حالياً - يجيدون القراءة والكتابة أكثر من أبنائهم, في تراجع تعليمي مؤسف يحكي حالة مأساوية لواقع أليم , كثيرون هم من تركوا التعليم؛ بعضهم لم ينهِ المرحلة الابتدائية وكثيرون منهم عاطلين عن العمل أو عمالاً يعانون من تسلط أصحاب الأعمال وربما كان حال البعض منهم أشبه بالمستعبد ليس في اليمن فقط بل وفي أنحاء متفرقة من هذا العالم الذي لا يحترم فيه الضعيف ولا يعترف إلا بالمتعلمين ساعد في ذلك عدم امتلاك الشاب مهارة يمكن الاعتماد عليها وكسب الرزق من خلالها، في حين أن أصحاب الشهادات أو أولئك الذين يتمتعون بالمهارات اللازمة؛ يتمتعون بميزات أفضل ويجدون مكانة أفضل ليس في اليمن فقط وبل وخارجها , إن التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم والشواهد العلمية الواضحة تقول إن المستقبل للتعليم وإن شهادة في اليد هي أمانٌ في الغد.
فنصيحتنا إلى كل طالب وطالبة يريد المجد ويطمح أن يكون له في المستقبل شأن عظيم أن يلزم كتبه وليرتقي بنفسه فالحياة فرص وأمام كل واحد منا فرص للتعلم قد لا يجدها يوماً ما، فلا تغادر صفوف الدراسة وعض عليها بالنواجذ حتى لا تجد نفسك يوماً ما عالة على مجتمعك وليعلم كل طالب وطالبة أنهم لن يكونوا إلا كما يرون هم أنفسهم فأنتم أصحاب قدرات وتستطيعون أن تحققوا الكثير فلا يحبطنكم الواقع ولا تلتفتوا لتلك العبارات السلبية التي فتقتلوا إبداعاتكم وإياكم أن تكترثوا لها وكونوا على يقين أنكم أكثر ذكاءً وتملكون قدرات جبارة فابحثوا عنها وستجدونها بإذن الله فالمستقبل القادم هو ملك عقولكم التي ينتظرها هذا الوطن الثري بعقول أبنائه وبما يحققونه من نجاحات وأنتم لذلك أهل.
تغريدة:
لا تكترث لتلك الأصوات النشاز التي يسكنها الإحباط واستمع دائماً لصوتك الداخلي بتفاؤل يليق بك وابحث من خلاله عنك أنت, فأنت لست شخصاً عادياً ,فامض إلى القمة وارسم لنفسك مستقبلك الذي تريد.
توفيق الخليدي
أخي الطالب.. أيش استفاد الأولون؟! 2050