لاشك أن الوطن لدينا أغلى مانملك فمن غاب عنه فلابد أنه سيعود إليه يوماَ ليرتشف من حنانه ويستنشق من هوائه ويتغنى بجماله، لا يعرف الوطن إلا أولئك الذين يرفعون شعارات منتهية الصلاحية تحت مسميات سياسية وحزبية وطائفية وغيرها يقطعون الطرقات ويعرقلون التسوية السياسية في البلد ويفجرون أنابيب النفط والغاز والكهرباء، أولئك هم ضعفاء النفوس الذين تغلق في وجوههم دروب الحياة كلما أغلقت في وجوههم بوابات أوطانهم نتيجة لأعمالهم الشنعاء التي لا ترضى عقلاً ولا ديناً ولا منطقاً..
إن للوطن حباً يلج باطن القلب ويرتسم في خبايا الذاكرة له رائحة عطرة لا يشمها إلا النازحون عنه خارج الوطن النازفون بالشوق والحنين إليه..
يظل الوطن شامخاً برجاله ونسائه وبقياداته وشبابه متكأ للطمأنينة والسكينة فهو الأب الحنون الذي قسونا عليه في الأزمة الراهنة فحنى علينا بعطفه ومهما حاولنا رد جميله فإننا لن نستطيع إلا أن نرد له عشقاً وحباً..ما أكثر الذين يفرزون سمهم في مذاق الوطن وما أكثر الذين يأكلون ثماره ويرمونه بالحجارة لا يفهمون من الأوطان إلا السلب والغدر والاغتيال..لقد نهبوا ثرواته حتى تضخمت بطونهم ثم أصبحوا ينظرون عليه بجحود ويكيدون له كيداً تحت ذرائع ومسميات مختلفة وبوجوه تحمل أقنعة سوداء مهامها التفجير والقتل والاختطاف.
أصبح علينا لزاماً وعلى كل الغيورين والمخلصين أن نقف بكل حزم في وجوه أولئك الذين يسيؤون للوطن ويمارسون الإرهاب الخفي والعلني فيما بيننا، لقد صار حتماً علينا مكافحة كل من يريد أن يغتال وطنه ويعمل على تخريب وهدم بنائه، فهذه أبسط قيم المبادئ الوطنية الحقة، فإن الوطنية اهتمام وحرص واستيقاظ، فإذا كنا لا نستطيع أن نحمي الوطن، فلا يحق لنا أن نعيش فيه..