بعدما فشلت كل مشاريع النظام السابق في وأد الثورة الشبابية الشعبية السلمية وسقوط آخر ورقة للتوت كانت تغطي سوءته وهي ورقة القاعدة التي ظل يزايد عليها لسنوات، موهماً المحيط الإقليمي والدولي من أنه شريك فاعل في محاربة الإرهاب حتى جاءت الثورة، فانكشف زيف النظام الذي واجه الطوفان الثوري بخيارين لا ثالث لهما أحكمكم أو تحكمكم القاعدة وعندما أيقن أنه لا عاصم له من أمر الله، بدأ بتسليم أبين للقاعدة وفتح لها مخازن السلاح وزودها بالأسلحة الثقيلة. اليوم المخلوع صالح ومن بقي معه ينسجون تحالفات جديدة لعل أبرزها مع الحوثيين الذين خاض معهم ستة حروب ومع الحراك الجنوبي الانفصالي المسلح بهدف تقويض التسوية السياسية والمبادرة الخليجية التي وقعها تحت ضغط الثورة وقال حينها ليس المهم التوقيع المهم هو حسن النوايا ، هذه النوايا الخبيثة والمبطنة لبقايا النظام هي اليوم من تقود أعمال التخريب والاغتيالات والتحريض على الفتنة عبر منابرها الإعلامية، مستغلة الحصانة اللاقانونية التي منحت للقتلة والمجرمين .
ما أريد قوله هنا إن تحالف المخلوع صالح مع جماعة الحوثيين المسلحة لم يعد خافياً على أحد ومن يتابع قناة اليمن اليوم وأخواتها يجد أن بقايا النظام تحولوا إلى مدافعين عن جرائم الحوثي وأعمال القتل التي يرتكبونها يومياً في صعدة وبعض مديريات حجة ولعل ما يثير الاشمئزاز والتقزز هرطقات ناطق العائلة عبده الجندي في مؤتمراته التهريجية هو حديثه عن عمليات إقصاء بحق الحوثيين في المناصب والوظائف الإدارية وهو يعلم أن صعدة حتى اللحظة ما تزال خارجة عن نطاق الدولة ومختطفة لدى الحوثيين غيروا علمها ونشيدها ويسعون لطمس هويتها .لم يقل ناطق العائلة من الذي قتل عامل البناء شرف سلطان ابن محافظته، ولم ينبس ببنت شفة عن انتهاكات حقوق الإنسان في معتقلات سيده عبد الملك ,كما أنه لم يتطرق إلى ما يتعرض له المدرسون الذين يرفضون ترديد شعار الصرخة من فصل وتعسفات.
لمَ يذكر الجندي كل هذه البشاعة والجرائم التي يمارسها الحوثيون ومارسها النظام السابق ما دامت جلها تصب في خدمة بقايا العائلة التي تحمل اليوم مشروع الانتقام والثأر من الشعب والوطن وهي مستعدة للتحالف مع الشيطان إن كان ذلك سيبقيها في المشهد السياسي ويشقي غليلها من خصومها السياسيين بمن فيهم شباب الثورة .
لا غرابة أن يتحالف صالح مع الحوثيين ما دام العداء للثورة هو قاسمهما المشترك وهي من قامت ضد حكم الفرد وقوضت مشروعهما الاستبدادي العائلي المتخلف، هذا التحالف المشبوه بين الطرفين يسعى إلى تقويض العملية السياسية ومحاولة نسف المبادرة الخليجية واشتراكهما في تنفيذ مخطط الثورة المضادة في محاولة يائسة لوأد الثورة وزرع الفتنة بين مختلف المكونات الثورية .
• من يتابع وسال إعلام بقايا النظام ونظيراتها التابعة للحوثيين يجد أنها تتشابه إلى حد كبير وكأنها تخرج من مطبخ واحد خاصة فيما يتعلق بالحملة التي تستهدف حزب الإصلاح وشباب الثورة ومؤخراً التشكيك بقرارات رئيس الجمهورية والإيحاء بأن هادي يتلقى أوامره من جهات أخرى وهذا ما تروجه هذه الأيام قناة اليمن اليوم التابعة لعلي صالح من خلال برامجها الحوارية أخرها ما قاله أحد المذيعين في برنامج حواري يوم الثلاثاء الماضي من أن اللواء علي محسن وحميد الأحمر هما من يصدران تلك القرارات الرئاسية في مقيل هادي الذي يواظبان على حضوره . هذه الإساءات هي نفسها تصدر من قناة المسيرة التابعة للحوثي وكلتاهما اشتركتا في التحريض على اقتحام السفارة الأمريكية والإيحاء للمشاهدين بأن ماقام به مقتحمو السفارة يندرج في خانة نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم. في مزايدة فاضحة هدفها إثارة الفوضى ووضع الحكومة ورئيس الجمهورية في موقف العاجز عن حماية السفارات والمصالح الغربية وعلى رأسها سفارة أمريكا التي تستضيف أواخر الشهر الجاري مؤتمر المانحين لدعم اليمن .
عبد العليم الحاج
الحوثيون الجدد 2017