لا شك أن خطأ الشاطر بعشرة كما يقال لما يترتب على صدور ذلك الخطأ من آثار ونتائج سلبية
ولا شك أيضا أن خطأ القائد سواء كان قائداً عسكرياً أو اجتماعياً أو رمزاً دينياً يتضاعف عشرات المرات وأحيانا آلاف المرات نظراً للنتائج المدمرة نفسها، خاصة عندما تكون دائرة تأثيره واسعة ووسائل ونواقل ما يقول ويقرر سليمة وواضحة وتزداد المصيبة والكارثة إن كانت قراراته وتصريحاته ومواقفه ملزمة ونافذة.. وتزداد المأساة عندما يمتد ذلك الأثر السيئ إلى أجيالنا المتعاقبة..
ولهذا نجد الإسلام عظم من شأن الشورى وجعله من صفات المؤمنين وأهل الاستقامة حين قال تعالى " وأمرهم شورى بينهم " وذلك تفادياً لما قد يحصل من مساوئ وكوارث بعض القرارات الطائشة من بعض الأفراد ممن ولي مناصب ومسئوليات جسيمة نتيجة ظن فاسد أو معلومة خاطئة أو نزوة نفسية عابرة قد يكون دافعها الانتقام أو الحماسة الزائدة أو سوء تقدير الموقف..
جميع قادة اليمن اليوم بحاجة ماسة إلى مبدأ الشورى والتريث في إلقاء التصريحات واتخاذ القرارات التي تتعلق بعموم المجتمع وعامة الشعب نعم تتعلق بهم في دمائهم وأموالهم ومبادئهم وأعراضهم وسبل عيشهم وأرزاقهم.
إن على الرموز الدينية والسياسية والعسكرية والاجتماعية للأمة اليوم أن لا تنفرد بقرار يتعلق بمصير شعب ومستقبل أجيال حتى تتم مدارسته ومناقشته بين جميع قياداتها وأبنائها بمعنى أن يكون " رأياً جماعياً شوروياً" كما فعل ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام في معركة أحد حين شاور صحابته رضوان الله عليهم وتكررت هذه المواقف والأحداث في حياته صلى الله عليه وسلم والتي انتهج ورسخ فيها مبدأ الشورى بين صحابته الأفاضل.
كما أن هذه الأخطاء تتعدد أشكالها وتتنوع صورها ما بين مواقف خاطئة وتصريحات مستعجلة وتوجيهات مشبوهة قد تكون ((فتوى أو تصريح أو فعل)) ويشتد خطرها في زمن الاضطرابات والفتن والتي قد تكلف الكلمة فيها فقط ثمناً باهظاً قد لا يخطر على بال..
إن أعداءنا أذكى منا وأقوى وعندما يكون أعداؤنا هكذا نحتاج إلى التريث في إصدار الأحكام والبعد عن ردود الأفعال الآنية أو القرارات الغير محسوبة النتائج.. وقد تكون كلمات ومواقف وقرارات القيادة سليمة من حيث المبدأ والمنشأ غير أن أبعادها أحياناً وما تحدثه من تداعيات قد يحيلها إلى خطيئة عظمى وجريمة كبرى ولو بعد حين..
ما أقصده بوضوح :
إن على قيادتنا بجميع أنواعها المذكورة أن تتأنى في إطلاق الأحكام وإصدار القرارات والفتاوى لأن قراراتها ليست خاصة بها كقيادات ورموز للأمة بل هي منارات يستدل بها وعلامات يهتدى بها من قبل محبيها ومتابعيها وأحياناً أعدائها.
h_mm1@hotmail.com
حمير مثنى الحوري
خطأ القائد .... 2118