كان الأمر طبيعياً حتى اعتلت أصوات الألعاب النارية وتلونت السماء بأضوائها، هرول الجميع لرؤية السماء وخالطت أصوات الألعاب أصواتاً أخرى تنم أحاديثها عن مصيبة قادمة من أطراف الليل المعتم ..كانت أصوات طلقات نارية مجهولة المصدر انشغل الجميع برؤية الألعاب فيما انشغلت إحدى الرصاصات بالوصول لجسد تنغرس فيه وحدثت الحادثة!.
من الجاني؟ وما الدواعي؟ بلا شك أن الأعراس في بلادنا هي السبب والسلوكيات الخاطئة التي يتشبث بها البعض تحت سقف العادات والتقاليد وبحجج فارهة كالإشهار مثلاً هي السبب أيضاً فما ذنب أحدهم حين تزهق روحه بدم بارد بطلقة مجهولة المصدر وفي عتمة الليل تتحول الأفراح إلى مآتم يسودها البكاء والأنين!.
في الآونة الأخيرة تفشت هذه الظاهرة وبتنا نسمع أصوات الأعيرة النارية في أوقات متأخرة من الليل بعضها بعد منتصف الليل تُقلق من في القبور والسبب عرس فلان وكأن العرس دوامه نهاراً ليلاً دون مراعاة لظروف الجيران النفسية أو حتى أوقات سكونهم ويتحول الليل إلى موسيقى مزعجة لأصوات الألعاب النارية والرصاص ويجتمع المهووسون على مائدة إزعاج ولا مواقف تذكر من الأهالي وكأن الإزعاج بات زينة الليل المعتم!.
ما نريده نحن المواطنون ومن الحكومة وأجهزة الأمن هو الحد من هذه الغوجانية بملاحقة المزعجين وإصدار قوانين صارمة تتضمن عقوبات لمثل هؤلاء المهووسون، قبلما أن تتحول مدننا إلى ساحات متاجرة بالأرواح ويظل الموت يحصدها دون رقيب في عتمة الليل، وقبل كل هذا الحد من دخول الألعاب والأسلحة إلى البلاد بأي ذريعة كانت..
ومن ثم أين دور الأهل في توعية أبنائهم بعدم إطلاقها بشكل يفضي إلى الفزع والمرض أكثر الأحيان وما أن يمر عابراً حتى تُقذف أقدامه بالطماش أو تُحرق ملابسه برجعة العاب نارية، ولعل هذا ما يسعد الأبناء فيعشقونها رغم أن الموت يتربص بالبعض على حافة الليل!.
كلمة أخيرة: متى سيعود الليل ليلاً فإن لليل حرمته!.
أحلام المقالح
أعراس اليمن الدامية!! 2126