عذراً رسول الله فلطالما خذلناك بأفعالنا وطالما أسأنا إليك بتصرفاتنا الفضة فظن الآخر أنك تشبهنا وأننا نقتدي بك فعلاً، فكان بعضنا يقتدي بك بشكله ولباسه فقط وكأنه يقول إن سنتك هي لباس وهيئة؛ متناسياً أنك علمتنا أن الدين المعاملة, وبعضنا الآخر ظن أن اتباعك هو التغني بك والشدو بإسمك, وآخر يؤكد أن فضله يعود للانتماء إليك، فكان السيد الذي تجب طاعته بناءً على سلالته الطاهرة, وصنف آخر جعل من الدين سلماً يرتقي به سلم المصالح الخاصة، وفي الطرف الآخر قوم اعتزلوا الحياة وآخرون فرطوا في تعاليمك ومنهم من أفرط في ذلك؛ بدعوى الثقافة والانفتاح والتقدمية ومنهم من يرى الدين مجرد طقوس وعبادات روحية ولا ينبغي أن ينعكس على الحياة العامة.
وقل ما تجد شخصاً متوازناً يعيش الدين كما هو منهج حياة شامل يعني بالروح والجسد وينمي العقل وقلما بالإنسان كقيمة عظمى مهمتها عمارة الأرض وتنميتها بما يخدم الإنسانية ويعلي من قيمة الحياة، فيسعى للتطوير والبناء بما يؤهله للوصول للنموذجية الحية التي تسعى في الأرض؛ تستخرج كنوزها وتطوع خيراتها من أجل التنمية، هكذا يجب أن يكون المسلم المقتدي برسوله الكريم (عليه الصلاة والسلام)، فهو صاحب رسالة عظيمة وخليفة الله في أرضه سخرها له ومنحه العقل لعمارتها ولم يكن الإسلام مجرد طقوس تؤدى في دور العبادة ولكن كما أسلفنا سابقاً هو منهج حياة متكامل أساسه العلم الذي نزلت أولى آياته تحث على القراءة، وعلى هذا فإن الانتصار للنبي صلى الله عليه وسلم سيكون بمدى الارتقاء الذي يصل إليه أتباعه وبمدى التقدم الحضاري الذي ينشده هذا الدين، وعليه فتفوق الفرد المسلم علمياً وفكرياً وكذا جودة إنتاجه - كل هذا- يعد نصرة للرسول (عليه الصلاة والسلام) وحملاً للرسالة المحمدية وهي رسالة بناء وسعي حثيث للتفوق بكافة أنواعه وأشكاله حتى في كسب المال، فالإسلام يدعو للكسب الحلال ويكره أن يكون المسلم عالة على مجتمعه ولذا كانت الزكاة بمثابة تكافل اجتماعي يطعم الفقير بما لا يجرح مشاعره, وذم هذا الدين ما قد يصاحب الصدقات من المن والأذى ليكون العطاء طيباً ويكون الأخذ سامياً, لذا فلننتصر للرسول عليه الصلاة والسلام بالفعل البناء الذي تصاحبه الأخلاق النبيلة التي رسخها في الأمة فكان خلقه القرآن.فالكذب والخداع وأكل المال الحرام وتضييع الأمانة وغيرها من مساوئ الأخلاق هي دلائل خذلان الفرد للصادق الأمين (عليه الصلاة والسلام) ، كما أن التصرف بغوغائية وعدم التريث قبل الفعل ليس من منهجه (عليه الصلاة والسلام) وبالتالي فإن التخريب والتكسير يتعارض مع منهجه وهو الذي لطالما قابل الإساءة بالإحسان ودفع السيئة بالحسنة فكسب القلوب ولانت له الأفئدة لأنه الأسمى, ولا تفعل الإساءات شيئاً سوى الحط من قدر صاحبها.
تغريدة..
يجب ألا ننسى أخلاق رسول الله (عليه الصلاة والسلام) ونحن نغضب لأجله، فالأقرب منزلة منه يوم القيامة أحسن الناس أخلاقاً.
توفيق الخليدي
نحن من أساء إليه أولاً وأخيراً 1976